الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سباق الهجن في السعودية... طقوس متوارثة عمرها آلاف السنين!

حسام محمد
A+ A-

على الرغم من أننا عرب، عشنا وترعرعنا في الأراضي العربية، إلا أنّ معظمنا لم يسمع يوماً عن سباق الهجن الذي يعتبر رياضة عربية أصيلة، توارثها العرب منذ الجاهلية لتستمر حتى يومنا هذا في بعض البلدان العربية، وغير العربية أيضاً، في مقدمها السعودية التي تلقى فيها هذه الرياضة انتشاراً واسعاً ومتابعةً كبيرة مستمرة.

وتحتفي الرياض أسبوعياً بسباق من هذا النوع، كل خميس، حيث تبدأ السباقات في الرابعة عصراً، بينما يحضرها الآلاف من المدربين والمشجعين ومحبي هذه الرياضة التي يعشقها السعوديون بكافة أطيافهم.

وللعلم، فإن الإسلام دعم هذا النوع من السباقات إذ تقول الكتب التاريخية إن الصحابة كانوا يتسابقون على الإبل بكثرة، كما روى البخاري عن أنس، قوله: "كان للنبي صلى الله عليه وسلّم ناقة تُسَمَّى العضباء، لا تُسبق أو لا تكاد تُسبق، فجاء أعرابي على قعود، فسبقها، فشقّ على المسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم: حقٌّ على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه".


ماهيتها وشروطها!

يقصد بالهجن، الإبل، وهي رياضة شبيهة بركوب الخيل وسباقاتها، إلّا أنّها لا تعتمد على فارس يركب فيها الإبل، وإنما تنطلق فيها الإبل بنفسها بعد تدريب طويل، أو معتمدة على فارس صناعي وزنه خفيف يسمى الركبي، كما تعتمد في بعض البلدان العربية على فارس صغير العمر لا يتجاوز  الـ15 عاماً.

وكأي رياضة أو لعبة في العالم، فإن لسباق الهجن شروطاً خاصة، أهمها اختيار الإبل المشاركة، والتي يشترط أن تكون أصيلة، من نسل السلالات العربية المؤصّلة، وهي ما تعرف بأبناء أو بنات النوق الأصايل.


وتتّصف الإبل الأصيلة بأنها ذات سنام واحد ورقبة طويلة، وأكتاف وأرجل قوية. يصل وزن الواحدة منها إلى نحو نصف طن وهي سريعة جداً، ومدرّبة على خوض هذه السباقات.

أما عن السباقات فيشترط أن تكون الإبل المتنافسة من نوع واحد وفئة واحدة وعمر واحد أيضاً، وذلك تحقيقاً لمبادئ تكافؤ الفرص، حتى أنّ للإبل اسماً خاصة في كل مرحلة عمرية وهي كتالي:

أسماء الهجن بحسب أعمارها!

الفطيمة أو المفردة (أقل من عام)

الحجة أو الحقة (من عام إلى عامين)

المضربة أو اللقية (من عامين إلى 3 أعوام)

البزعة أو الجذاع (من 3 أعوام إلى 4 أعوام)

الثنايا (5 أعوام)

الحولة (6 أعوام)

السديس (7 أعوام)


بعض طقوس السباق!

يتم تجهير الهجن للسباق قبل عدة أسابيع، حيث تخضع لتدريبات مستمرة، وصولاً إلى يوم السباق. ويجري السباق في مضامير مخصصة بشكل وطول معينين، بينما تطورت تلك السباقات في السعودية ليشارك متابعوها في السباق بطريقة أخرى، وهي أن يرافقوا الإبل بسيارات الدفع الرباعي إلى جانب الحلبة المخصصة لهم.

وتصل جائزة الإبل الفائز لمئات الآلاف من الريالات، في حين أن الجائزة الأهم التي يبحث عنها المدربون المشاركون هي سمعة الهجن الفائزة وسمعة مدربها، إذ إن لهذا الأمر خصوصية في مثل هكذا سباقات.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم