الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

دولة لا تلتزم بالمواعيد والساعة ولا تعترف بالوقت!

المصدر: صيحات
جاد محيدلي
A+ A-

يقال إن "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، أو حتى إن "الوقت من ذهب". كل هذه الأمثال والموروثات الشعبية القديمة تؤكد أهمية الحفاظ على الوقت وقيمته ودوره في حياة الإنسان، ودائماً ما نقارن نحن العرب أنفسنا بالشعوب الأوروبية، التي وعلى عكسنا، تلتزم بالوقت التزاماً دقيقاً. لكن لسنا وحدنا كعرب لا نحترم الوقت، بل هناك دول وشعوب أخرى تقوم بالشيء نفسه. من الثوابت الساخرة لدينا أنه إذا كان موعدك في التاسعة صباحاً، فهذا يعني أن الموعد الحقيقي في التاسعة والنصف أو العاشرة، وحتى يقال بين اللبنانيين عند الاتفاق على الموعد "ستأتي على الساعة أم على التوقيت اللبناني؟" في إشارة إلى التأخير الدائم الذي أصبح من طبع وشخصية الفرد. لكن في دولة أفريقية، لا أحد يأتي فى موعده مثلنا تماماً، لا بل لا أحد ينظر إلى ساعته أصلاً.

ضمن سلسلة ثقافية لكتّاب أفريقيين، كتبت إليزابيث أوهين، وهي وزيرة الحكومة السابقة في دولة غانا، أن المواطنين الغانيين، يرون أن مشاهدة الساعة مضيعة للوقت. وتابعت إليزابيث، أن "وزير الدولة لأولمبياد "طوكيو"، الياباني يوشيتاكا ساكورادا أُجبر على تقديم اعتذار علني بسبب وصوله متأخراً على اجتماع مهم في البرلمان لمدة 3 دقائق، مضيفة بسخرية: "تساءلت عن عدد وزراء الدولة هنا في غانا الذين يشكرون الله على أنهم ليسوا يابانيين". وأضافت رئيسة الحكومة السابقة، أنه "بات من الطبيعي في غانا أن يتأخر الموظفون عن العمل، لا أحد بتاتاً يصل إلى موعده، لكنني حينما كنت في الوزارة، كنت أحرص بشكل أو بآخر على أن أصل في موعدي لكنني كنت أجد أنه لا أحد كان يتوقع وصولي فى الوقت المحدد".

وكمحاولة فى تنظيم الأمر أكثر، فكّر عدد من المسؤولين في جعل الأمر يبدأ من رأس الدولة، من خلال وصول الرئيس الغاني الأسبق جون كوفور في موعده لممارسة مهامه، معتقدين أن هذا سيغير من ثقافة المواطنين في التأخير، واحترام الوقت. وتابعت إليزابيث، "أتذكر المرة الأولى التي بدأنا فيها تنفيذ مخططنا، كان موعد الرئيس في التاسعة والنصف، وبالفعل حضر في موعده، الأمر الذي سبب حالة من الهرج والمرج، بين الدبلوماسيين، الذين لم يعتادوا هذا الأمر، فركضوا مسرعين للوصول إلى مقاعدهم، بينما باشر الموظفون المسؤولون عن المكان بتنظيم عملهم أثناء وجود الرئيس نفسه، الأمر الذي تسبب في حالة من الارتباك، ولكن سرعان ما تم التخلي عن هذه التجربة لعدم نجاحها بسبب عدم جاهزية المكان، واستكمال عمليات التأمين اللازمة"، مضيفةً: "لا أحد ينظر الى الساعة، لا أحد يهتم بالوقت، لا أحد يصل الى موعده أو عمله أو دراسته في الوقت المحدد".

كما قالت إليزابيث إن "رئيس غانا الحالي نانا أكوفو أدو أعرب عن أسفه لثقافة الوظائف الرسمية التي تبدأ متأخرة، واعداً أنه سيكون مثالاً يحتذى به في مسألة الوقت. لكنني لا أدري كم سينجح هذا الأمر"، مؤكدة أن "هذه الإجراءات لم تغير أي شيء حتى الآن، بل إن الأمر يمتد إلى الكثير من المجالات الأخرى مثل وسائل النقل التي تتأخر بشكل كبير وملحوظ، الأمر الذي يؤثر على مواعيد المواطنين، بل إن الثقافة الغانية نفسها تأثرت، فمثلاً خياطتي وعدتني بصنع فستان في غضون 3 أسابيع، ولكنني حصلت عليه في 3 أشهر، حتى الكنائس نفسها تتأثر توقيتاتها بكل هذا". وختمت حديثها قائلة: "في غانا من الأفضل عدم إلقاء نظرة على ساعتك، نحن ببساطة لسنا ملتزمين بالوقت هنا، لا يوجد لدينا وقت".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم