الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الصقور في الإمارات أكثر من مجرد جوارح!

جاد محيدلي
الصقور في الإمارات أكثر من مجرد جوارح!
الصقور في الإمارات أكثر من مجرد جوارح!
A+ A-

تتميز كل دولة بعاداتها وتقاليدها وحتى طبيعتها، ولطالما ارتبطت بعض الحيوانات بالدول وارتباط الصقر بالإمارات العربية المتحدة خير دليل. احتل هذا الطير الجارح جزءاً هاماً من التراث العريق للإمارات لدرجة أنه استخدم شعاراً لها ووضع على العلم الرسمي للبلاد، وذلك لأسباب عدة، من بينها ما يتمتع به الصقر من صفات طالما اعتزّ بها الإنسان العربي، مثل القوة والإباء والاعتزاز الشديد بالنفس. كما أن الصقور اضطلعت منذ قديم الزمان بدور مهم في حياة العربي الذي كان يسكن الصحراء، فكانت في البداية وسيلة يعتمد عليها في جلب الطعام بعد أن يدرّبها على الصيد، ويستخدمها في مطاردة وجلب الفرائس، وبعد أن وجد الإنسان وسائل أخرى لتوفير الطعام، استمرت علاقته بالصقور وأصبحت صديقته في الصحراء لتتحوّل بعد ذلك إلى رياضته المفضلة.

هذه الهواية يمارسها كثيرون الآن حيث يتنافس عشاقها في بطولة فزّاع السنوية لتربية الصقور. حتى وإن رغبت بمشاهدة الصقور من قرب فيمكنك فقط الاتصال بإحدى الشركات المنظمة للرحلات السياحية في دبي، كما يمكنك زيارة منتجع باب الشمس الصحراوي أو منتجع المها الصحراوي للتعرّف إلى المهارات المذهلة التي تتمتع بها الصقور ومدربوها أيضاً!

يعتبر هارون الرشيد أول من سنّ التهادي بالصقور، إذ أصبح لديه تقليد وعادة بإهداء الصقور الثمينة لبعض الملوك والأمراء والأصدقاء، كما اشتهر الخليفة الإسلامي أبو جعفر المنصور بكونه قدوة في عالم الصيد. وعلمياً، تشتهر الصقور بنظرها الحاد جداً، مما يمكنها من اكتشاف أي حركة للفريسة لمسافة أكثر من ميل خلال تحليقها عالياً في السماء، وبسبب مخالبها الحادة ومنقارها الشبيه بالخنجر يكون من المستحيل للفريسة الهروب، وتراوح أحجام الصقور إجمالاً من 15 إلى 19 بوصة، ويعتمد سعر الصقر على قوته وعمره ووضوح النظر لديه وسرعة الحركة ويصل سعره أحياناً الى نحو 27000 دولار.

يحتاج الصقر من 4 إلى 6 أسابيع لتدريبه، بحيث يتم وضع بداية البرقع على رأس الصقر في محاولة لتهدئته وترويضه ثم يرافق صاحبه في المجالس ليعتاد الأصوات والناس. يوضع الصقر دائماً على اليد اليسرى لأنها غير حركية، ويجب أن تبقى مرتفعة لأن الصقر لا يحب الدنو. بعدها، يبدأ الصقار تدريبه على صيد مختلف الفرائس بطرائق عدة، أحدثها الطائرات الصغيرة من دون طيار، التي توضع فيها الفريسة في قفص صغير. 

الصقور الأكثر شيوعاً في الإمارات هي الشاهين، الجير والحر. وبسبب كثرة استخدامها في رحلات القنص والصيد أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة جواز سفر خاصاً بهذا الحيوان ينظم عملية امتلاك وتنقل الصقور عبر الحدود. ويعدّ العرب من أوائل من عرفوا رياضة الصقور، التي تعد الهواية المفضلة لديهم، وبعد ذلك انتقلت هذه الهواية إلى بلدان أخرى. وذكرت الصقور في كثير من القصائد عند العرب، فهم يضربون المثل بعين الصقر لجمالها وحدتها، وكذلك يضربون الأمثال بقوته الخارقة. وما زال هذا الحيوان يحتل مكانة كبيرة في قلوب الإماراتيين فهو بالنسبة إليهم أكثر من مجرد طائر!


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم