الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رصاص لعلع في المسجد: عبد القادر تظاهر بالموت... "عندما فتحت عينيّ، لم أرَ سوى جثث"

المصدر: "أ ف ب"
رصاص لعلع في المسجد: عبد القادر تظاهر بالموت... "عندما فتحت عينيّ، لم أرَ سوى جثث"
رصاص لعلع في المسجد: عبد القادر تظاهر بالموت... "عندما فتحت عينيّ، لم أرَ سوى جثث"
A+ A-

عندما تردد دوي الرصاصات الأولى خلال صلاة الجمعة، ارتمى #عبد_القادر_ابابورا على الأرض، واختبأ تحت رف مليء بنسخ من القرآن. تظاهر بالموت، مقتنعا بأن القاتل الذي ارتكب مجزرة في مسجدين بـ#كرايست_تشيرس، لن يوفره، وأن دوره آت لا محالة.

وطوال دقائق من القلق الذي لا يوصف، رأى عبد القادر المتطرف الأوسترالي #برينتون_تارنت، وهو يقتل بطريقة منهجية المصلين داخل مسجد النور. وهو نفسه لا يزال لا يعرف كيف تمكن من النجاة.

وقال عبد القادر لوكالة "فرانس برس": "إنها أعجوبة". "عندما فتحت عيني، لم أر سوى جثث" في كل مكان.

وقد لقي 50 شخصا مصرعهم في المجزرة التي ارتكبها تارنت (28 عاما)، صاحب الاقتناعات الفاشية وتفوّق العرق الأبيض، الجمعة في مسجدين بكرايست تشيرش.

وعلى غرار أعداد كبيرة من المؤمنين الذين تجمعوا في مسجد النور لإقامة صلاة الجمعة، فإن المهاجر الاثيوبي عبد القادر أبابورا (48 عاما) وصل عام 2010 الى نيوزيلندا، سعيا وراء السلام والأمن.

وقبل أسبوعين، احتفل سائق سيارة الأجرة هذا وزوجته بمولد طفلهما الثالث.

وكان الإمام بدأ للتو يوم الجمعة بإلقاء خطبته، عندما دوت الطلقات الأولى خارج المسجد، على ما يقول أبابورا.

والشخص الأول الذي رآه مصابا، فلسطيني الجنسية. وهو حائز على إجازة في الهندسة، لكنه يكسب رزقه من سيارة أجرة، مثله، في أكبر مدينة في الجزيرة الجنوبية.

ويتذكر أبابورا وهو يشير إلى المكان: "لقد ذهب لرؤية ما كان يحدث عندما رأى مطلق النار. وعندما بدأ يركض، أطلق عليه النار في مكان ما هنا". وقال: "رأيته يسقط."

عندها بدأ برينتون مذبحته، من خلال قتل المصلين العاجزين عن الدفاع أنفسهم، الواحد تلو الآخر.

وسارع أبابورا الى رمي نفسه على الأرض، واختبأ تحت رف صُفت عليه نسخ القرآن. وقال: "تظاهرت بأنني ميت."

ولا يزال يشعر بالاشمئزاز من الطريقة المنهجية للقاتل الذي اطلق الرصاصة إثر الرصاصة على الجثث الممددة، في مذبحة صورها وبثها مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتابع ابابورا: "بدأ هذا الرجل باطلاق النار عشوائيا، يسارا ويمينا، في شكل متواصل. وقد أفرغ ممشطه الأول، ثم استبدله ليبدأ من جديد. ثم أنهى الممشط الثاني، ووضع ممشطا ثالثا، وبدأ من جديد بإطلاق النار مجددا  مثل إنسان آلي، في الغرفة الأخرى أيضا".

ويتذكر: "كنت أنتظر دوري وأقول: الرصاصة المقبلة هي لي، ولم يكن أمامي سوى الصلاة والتفكير بعائلتي".

ولم ينته الكابوس برحيل مطلق النار عندما أفرغ ممشطه الرابع. ففي الدقائق الطويلة اللاحقة التي تلت، لم يجرؤ أي ناج على إصدار أي صوت. لكن الصمت كسرته صرخات الجرحى الذين لم يعودوا قادرين على كتم أوجاعهم. "كانت الدماء في كل مكان"، على قول ابابورا.

وسمع صديقا يتوجه اليه بالكلام، قائلا له إنه أصيب في ساقه. أراد مساعدته، لكنه عجز عن ذلك بعدما دوى الرصاص من جديد.

وتمكن بصعوبة من الخروج ليجد مصليا آخر - ابن زميل ابنه البكر- على الأرض مصابا بجروح مروعة في الفك واليدين والظهر.

عندها اكتشف جثتين أخريين لامرأتين غارقتين في الدم. وقال: "كانتا وصلتا للتو الى المسجد. وعندما أنهى قتل جميع من كان في المسجد، التقى بهما فأرداهما على الفور".

وترك مطلق النار الى جانب إحدى الجثتين أحد المماشط، وكانت محفورة عليه رموز نازية، على ما قال أبورا. واضاف: "لقد كتب على أسلحته أسماء جميع الأماكن التي هوجم فيها المسلمون".

وعلى غرار معظم الناس، لم يتخيل أبابورا أبدا أن مثل هذه الكراهية ممكنة في كرايست تشيرش، في بلد يعتبر واحدا من أكثر البلدان أمانا في العالم. ويخلص الى القول: "لم تعد نيوزيلندا آمنة". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم