الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الأثرياء يزدادون ثراء في تايلاند مع توسع كبير للهوة مع الفقراء

المصدر: "أ ف ب"
الأثرياء يزدادون ثراء في تايلاند مع توسع كبير للهوة مع الفقراء
الأثرياء يزدادون ثراء في تايلاند مع توسع كبير للهوة مع الفقراء
A+ A-

خلال الجولة الأخيرة من مباراة في رياضة البولو في مدينة باتايا في تايلاند، يعدو متسابقون بخيولهم على العشب بينما يترك تايلانديون أغنياء المدرجات المخصصة لكبار الشخصيات في مشهد ليس شائعا في أحد أكثر البلدان انعداما للعدالة الاجتماعية في العالم.

ويضم هذا البلد الذي يستعد لانتخابات تشريعية هي الأولى منذ الانقلاب العسكري العام 2014، 50 مليارديرا أي اكثر من فرنسا أو اليابان، على ما جاء في تقرير "هورون" الأخير وهو المرادف الصيني لتصنيف مجلة "فوربز" الأميركية.

لكن في المقابل، يضم برنامج المساعدات الاجتماعية الحكومي 14,5 مليون شخص من أصل 70 مليونا عدد سكان البلاد، أكثر من نصفهم يكسبون أقل من ألف يورو في السنة على ما تفيد بيانات وزارة المال.

في ممرات نادي البولو النخبوي جدا في منتجع باتايا، تجول سيدات بكعوب عالية على العشب الأخضر معتمرات قبعات أنيقة في حين أن رجالا يرتدون سراويل زهرية يسترسلون في الضحك تحت خيمة كبيرة منصوبة في المكان.

وعلى أرض الملعب يقود الملياردير هارالد لينك الصناعي الألماني-التايلاندي وأحد مالكي النادي، واحدا من الفرق الاربعة وفي يديه هراوة اللعب.

وتقول نونفيني تانر أول لاعبة تايلاندية في هذه الرياضة وإحدى مؤسسات النادي "لا يمكن أن ننكر أن هذه الرياضة نخبوية لأنها مكلفة جدا وتتطلب الكثير من الممارسة".

إلا أن هذه الرياضة وهي من النشاطات مفضلة في العائلات المالكة، تسجل ارتفاعا في عدد ممارسيها في البلاد.

وتحظى الفرق المؤلفة بغالبيتها من فرسان أرجنتينيين يتقاضون اجورا مرتفعة جدا، برعاية أصحاب أكبر الثروات في المملكة.

فالملياردير فيشاي سريفادانانبرابا صاحب نادي ليستر البريطاني كان من أهم ممولي رياضة البولو. وقد توفي نهاية العام 2018 في حادث مروحية تاركا وراءه ثورة تقدر ب5,8 مليارات دولار.

ويزدهر أيضا شراء الشقق والسيارات الفخمة. فشركة "أستون مارتن" البريطانية باعت 250 سيارة العام الماضي في بانكوك بسعر 475 ألف دولار للسيارة.

إلا ان هذه الزيادة في عدد الثروات الكبيرة يترافق مع هوة تزداد اتساعا بين الأثرياء والفقراء.

وأظهرت دراسة لمصرف "كريدي سويس" في العام 2018 أن البلاد أصبحت تسجل أكبر مستوى انعدام مساواة في العالم مع تركز 67 في المئة من الثروات في أيدي 1 في المئة من السكان.

وهذه المسألة هي في قلب برامج كل الأحزاب السياسية المتنافسة في الانتخابات.

ويقول كوبساك بوتراكول الناطق باسم حزب فالانغ براشارات المؤيد للعسكر "أداؤنا ليس جيدا على صعيد التفاوت".

إلا أن الوعود الانتخابية لا تملك فرصا كبيرة للتحقق وفق مراقبين عدة.

وتمتلك نخبة قريبة جدا من السلطة السياسية والجيش الكثير من الشركات العائلية فيما بعض الجنرالات أعضاء في مجالس إدارتها.

يقول ثاناثورن جوانغرونعروانكيت أبرز مرشحي حزب "فيوتشر فوروارد" المعارض للمجموعة العسكرية بأسف "في تايلاند الثروات الكبيرة والجيش ينضوان في معسكر واحد".

ويضيف ""طالما لم ينقطع هذا الرابط، فإن التباين سيستمر".

ومنذ وصول العسكريين إلى الحكم قبل خمس سنوات تقريبا ازداد غلاء المعيشة وتراجعت مداخيل المزارعين وهم كثر في البلاد.

ومع أن البطالة شبه معدومة إلا أن غالبية الوظائف لا تتطلب مهارات عالية مع أجور متدنية، ما يمنع هذا البلد من الوصول إلى مصاف "الدول المتقدمة" على ما جاء في تقرير للبنك الدولي. وعزا البنك ذلك ألى مستوى التعليم المتدني في المدارس الرسمية.

وتثير هذه الهوة الآخذة في الاتساع بين الفقراء والاغنياء القلق على ما تقول نافابورن بوديراتنلنغكورا امرأة الأعمال من أسرة ناي ليرتس المقربة جدا من العائلة المالكة، وهي بدورها من الأغنى والأكثر نفوذا في العالم.

وهي تعرب عن امتعاضها من وصول الاثرياء الجدد الذين غالبا ما تكون قيمهم مختلفة جدا عن قيمها.

وتشدد على أن "المجتمع الراقي فعلا في تايلاند هو الارستقراطية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم