بسّام حجّار يردّ على أسئلة "بريد السماء الافتراضي": القصيدة قبر والموت تَقَدّم بي خطوات بعد وفاة أختي دلال

كان الشاعر اللبناني بسّام حجّار يتمدد على سريره في تلك الساحة القريبة من صيدلية "الأرواح المشتعلة"، وهو يدخن، إلى جانبه ممرضةٌ وطبيبٌ نفسي، ممارساً عزلته الثانية في هذه المنطقة من السماء. وجهٌ تتساقطُ منه الآلام. جسدٌ يخرج منه البخار، ليشتعل احتراقاً وحنيناً إلى زمنٍ قد لا ندرك طقوسه ولا معالمه. نهض مغادراً السرير، تتبعه ممرضته، وهي تحمل كيسَ سيروم مصل الدم المحتوي على كل البروتينات، مع كتاب لم يبد عنوانهُ واضحاً. قلنا له من دون مقدمات:¶ كيف نجوتَ من جيولوجيا اللقب العائلي، حجار، لتدخل مجرى الماء، فتكون شاعراً؟- ربما لأنها دورة الماء في طبيعتي الساكنة. ذاك ما أظن. فالأسماء والألقاب والكنى، خرائط للاستدلال على الشخصية، لكنها في الغالب العام، تولي المرءَ أذى غير مقصود. كاللقب الذي ارتبط باسمي: حجار.¶ كيف تنظر إلى القصيدة. أهي لمبةٌ فوق رأسكَ أم في جوفكَ؟- لمبةٌ في الجوف من دون أسلاك.¶ في رأيكَ، هل يتساوى حب النساء مع حب المدن؟- لا. أبداً. المدنُ تتمظهر بصور النساء، فتتحوّل إلى لحم ودم وكلمات، فيما النسوة مدنٌ تختلف في التصاميم، وتتفق في هندسة الشهوات. يمكن أن تلمس حجر إحداهنّ، وسرعان ما تتشكل بين أصابعك إلى موجةٍ متناغمة من السحر والحب المعطر. ¶ هل ينطبق هذا المعنى على مدينة مثل صور، رحمك الأولى؟- صورُ رسالةٌ بحريةٌ، لا تزال مشفّرةَ الأمواج في قلبي حتى بعد موتي الأول.¶ أنت تعيدنا إلى المرحلة الفلسفية التي سبق لك أن مررتَ بدروسها في جامعة السوربون. لكن، كيف يمكن فك الارتباط ما بين الشعري والفلسفي في النصّ المفتوح؟- ذلك لا يحدث إلا بقوة النار. ففصل الشعر عن الفلسفة، يشبه فكفكة قشرةِ بيضة الدجاجة عن محتواها الزلالي، ولكن من دون الإساءة إلى مُحّ البيضة أو خدشه .¶ في أيٍّ من مجموعاتك الشعرية وجدتَ منسوبَ الطوفان أعلى. هل كان ذلك في كتاب...