الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نحو الدولة

سمير عطاالله
Bookmark
نحو الدولة
نحو الدولة
A+ A-
القوانين غائبة منذ زمن. وقد اعتاد هذه الفداحة إثنان: الدولة والناس. وعندما يسيطر محظور واحد، تسود باقي المحظورات. وإذا ما استبد الشواذ، طرَدَ القاعدة. وما يتكدس في زمن يتحول طريقة، ثم تقليداً، ومن الجميل أن تعلن اليد اليسرى الحرب على اليد اليمنى. فالعرض شيّق في أي حال. وليس على الممثلين سوى القيام بدور جديد كان منسياً.في أدنى الحالات، تذكّر هذه الهمروجة، أهل البلد، ان اليأس عيب وليس قدراً. وأننا فاسدون بالاكراه لا بالخيار. وأن اشياء كثيرة قابلة للاصلاح، وإن كانت العادات غير قابلة للتغيير. وسوف نصفق للشجعان ولو مترددين. أو مشككين. ويساورنا الخوف عليهم من جبن الناس، وهشاشة حماستهم، ورعبهم من ان تكبر الخسارة على رؤوسهم.فإننا قوم خاسرون وحزانى ومساكين. وخصوصاً يتامى. لا الموظف يقوم بخدمته، ولا نحن نتأمل منه ذلك. لا القتيل يتأمل عدلاً، ولا القاتل يخاف ذلك. لا الضعيف يرجو سنداً، ولا الدولة تتذكر مهمتها. نحن قوم عُوِّدنا ان نلقى كل ما هو عدل وقانون ونزاهة وخير، خلف البحر. وما برَّنا إلا درب الى الغربة. إنها وطننا الحقيقي الوحيد.هناك نصدق المسؤولين، وهناك نثق بالقانون، وهناك يبدو "قصر العدل" حقاً، عمارة مذهبة مثل القصور، عالي الأبواب كمعبر الى العدالة: منه يعود الابرياء إلى أهلهم، ومنه يذهب المدانون الى عقابهم.كيف لدولة أن تقوم، أو أن تعود،عندما يسمع مواطنوها، السياسيين يتحدثون بالنطق السوقي والخلق الرديء والفجاجة السمجة؟ طبعاً قلّة. لكنهم موجودون، ويظهرون على التلفزيونات ويتنقلون بين الاذاعات، وتتابعهم الصحف. ويترك ذلك الانطباع لدى ضعاف النفوس أن هذا أمر عادي. أو طبيعي.إذ يرتسم هذا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم