الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رحلة مجموعة "درب عكار" في يوم المحميات الطبيعية

عكار - ميشال حلاق
رحلة مجموعة "درب عكار" في يوم المحميات الطبيعية
رحلة مجموعة "درب عكار" في يوم المحميات الطبيعية
A+ A-

لم يكن يوم الأحد يوماً عادياً في كل لبنان، مسؤولون وسياسيون وسياح من مختلف المناطق والجنسيات تقاطروا إلى المحميات الطبيعية التي افتتحت مجاناً لروادها بمناسبة اليوم الوطني للمحميات في لبنان.

وحدها عكار التي تكتنز نحو 12% من المساحة الخضراء والغابات في لبنان احتفلت بحزن بهذا اليوم، لما تعانيه غاباتها وثروتها الطبيعية التي لم تسلم من التعديات.

وحدها مجموعة "درب عكار" اخترقت هذا الصمت حيال غابات عكار النادرة ونظمت رحلة في واحدة من اغنى المناطق العكارية بالغابات والآثار والكنوز المنسية، الرحلة التي امتدت لمسافة 13 كلم من عمق وادي حلسبان في بلدة القبيات الى أعالي بلدة عكار العتيقة وحي بيت غريب حيث أطلال كنيسة مزدوجة ودير للقديسين "سركيس وباخوس"، ومنطقة زبود حيث المغاور المدفنية المنحوتة في الصخر ولتكون العودة مجدداً الى قلب الوادي في دير مار شليطا الأثري حيث استقبلت السيدة لوريس قديح، المشرفة على الدير، المجموعة المشاركة، وشرحت لهم قصة بناء الدير التي هي من أروع قصص الصبر والكفاح روتها لوريس بغصة ودمعة، فهي التي نذرت نفسها لإعادة ترميم وبناء الدير بعد إصابة ولدها وتماثله للشفاء مجددا.

المرشد الجبلي عثمان طالب يشير الى أن الدرب تختزن كنوزاً أثرية وطبيعية غاية في الروعة والتنوع البيولوجي، فهو يختزن نحو 30% من انواع السحلبيات المعروفة في لبنان بحسب توثيق لدرب عكار ويضم غابات فريدة من الصنوبر البري الذي يختلط بأشجار السنديان والقطلب. والينابيع التي تتدفق من كل مكان هي الموسيقى التي لم تنضب والتي رافقت المشاركين على امتداد الرحلة.

ويضيف: "لعل ابرز الاثار على الدرب هي مدافن زبود الكنعانية التي تعود لأكثر من الفي عام، وفوق نبع زبود جسر طبيعي حفرته المياه ونبتت على جنباته ازهار الربيع الزاهية".

أما المرشد الجبلي نافذ عوض فيسأل:" ألا تستحق هذه المنطقة أن تكون محمية طبيعية"؟

ويجيب بأن مجموعة "درب عكار" عملت في هذا اليوم الوطني على إصدار كتيب نشر على صفحتها في فايسبوك مع المعلومات والصور وهو يحكي ايضاً ويعرف عن انواع الحماية في لبنان، مفنداً وضع المحميات والنشاطات المسموحة والممنوعة فيها، والاطار القانوني لها.

ويلفت الى ان "في عكار اربعة مواقع تصنف كغابات محمية صدرت بقرار عن وزير الزراعة وهي: بزبينا - كرم شباط - السفينة والقموعة التي تصنف ايضاً على أنها موقع طبيعي من وزارة البيئة".

وفي ما يلي ملخص عما جاء في الكتيب:

لعكار مكانة هامّة جداً على الصعيد البيئي والطبيعي، فمساحة غاباتها تُشكل نحو 20% من مساحتها الإجمالية، وتضم غاباتها أنواعاً هامة جداً من الأشجار والنباتات وتعتبر موطناً هاماً لكثير من الحيوانات والطيور.

تشكل غابات عكار ما يشبه الوحدة المتكاملة، وتحتل أشجار الأرز والشوح واللزاب المرتفعات العالية ويسيطر السنديان والصنوبر على الارتفاعات المتوسطة. هذه الغابات غنيّة جداً بأنواع هامة جداً من النباتات، وتمكن فريق "درب عكار" من توثيق أكثر من 300 صنف من النباتات البرية خلال اقل من سنتين من بداية عملية التوثيق هذه التي برهنت وجود اصناف نادرة ومستوطنة من النباتات والازهار وبخاصة سوسن الارز وسوسن صوفر وأنواع هامّة من السحلبيات.

فوق كل ذلك تشكل عكار ممراً هاماً والزامياً لهجرة الطيور وتشكل غاباتها وبحيراتها وانهارها وينابيعها استراحة لها.

كل هذه المقومات الطبيعة، لم تشفع لغابات عكار امام التعديات الجائرة التي طاولتها، فأصبح لزاماً تأمين حد ادنى من الحماية لها، عبر الدولة ووزارتها المعنية، وصولاً لتكاتف كافة اركان المجتمع المحلي لتحقيق حماية مستدامة، تلحظ دور الإنسان في هذه المنظومة الطبيعية وتحفظ حقوق الاجيال القادمة.

حتى الآن لا محميات في عكار، إنما مجموعة قرارات ومراسيم ومشاريع بقيت بعيدة كل البعد عن التطبيق.

في هذا البحث تشرح "درب عكار" عن تصنيف المواقع الطبيعية في لبنان والفرق بينها، وصولاً لتبيان الحالة القانونية لبعض المواقع والغابات في عكار، ثم آفاق الحماية المفتوحة أمام هذه الغابات.

والى أن تبصر القوانين والمراسيم والقرارات النور وتطبق القرارات ذات الصلة يبقى الحمى البيئي في عكار الممتد من اكروم وعندقت الى بلدات الجرد حتى مشمش ووادي جهنم هو الحل الأمثل في الفترة المقبلة، ويجب ان تكون الحماية هي شعار المرحلة المقبلة، نظراً لأن عنصر التسويق الحاصل منذ سنوات دون تحقيق الحماية أصبح يشكل ضغطاً على الموارد الطبيعية ويفاقم التعديات أكثر فأكثر.





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم