السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

رسالة فُقدت عن طريق الخطأ صَنعت أشهر ملياردير في العالم!

جاد محيدلي
رسالة فُقدت عن طريق الخطأ صَنعت أشهر ملياردير في العالم!
رسالة فُقدت عن طريق الخطأ صَنعت أشهر ملياردير في العالم!
A+ A-

قصص عديدة وغريبة كانت السبب في صنع ثروة أشهر أغنياء العالم، لكن أغربها "رسالة مفقودة" غيّرت حياة رائد الأعمال الأوسترالي سكوت فاركهار، رأساً على عقب، إذ كان على وشك الالتحاق بأحد المعاهد العسكرية المرموقة في بلاده بعد استكماله الدراسة الثانوية، لكن خطاب القبول من الأكاديمية الأوسترالية لقوات الدفاع لم يصله عبر البريد. واللافت في الموضوع، أنه حين وصل الخطاب إلى منزل الأسرة بعد شهرين من الموعد المحدد، كان فاركهار قد اتخذ قرار الالتحاق بالجامعة بدلاً من المعهد العسكري، ولم يدرك آنذاك أن هذه الرسالة التي لم تصله في الوقت المحدد هي التي ستغيّر حياته نحو الأفضل. فكان لهذا الخطاب الضائع الفضل في توجيهه هو وشريكه التجاري، مايك كانون-بروكس، لأن يصبحا أول مليارديرين أوستراليين في مجال التكنولوجيا.

ويقول سكوت، الذي يبلغ الآن 39 عاماً لـBBC: "لو كان الخطاب قد وصل قبل ذلك لربما تغيّر التاريخ قليلاً". وأسس فاركهار وكانون-بروكس شركة "أطلاسيان" للبرمجيات عام 2002، ولم يكن معهما سوى بطاقة ائتمان وقليل من المال. أما الآن، فتقدّر قيمة الشركة المدرجة على مؤشر ناسداك للتكنولوجيا بـ 25 مليار دولار، بينما تناهز ثروة كل منهما سبعة مليارات دولار. ونشأ فاركهار في منطقة عمالية بسيدني، وكان يعشق الكمبيوتر منذ طفولته. ويقول عن ذلك: "أتذكّر أنني بكيت في إحدى الليالي على فراشي لأن صديقي كان لديه جهاز كمبيوتر وأنا لا". وفي وقت لاحق، اشترى والداه جهاز كمبيوتر مستعمل له، وأمضيا عاماً تقريباً في محاولة إصلاحه.

والتقى فاركهار بكانون-بروكس أثناء دراستهما الحاسب الآلي وإدارة الأعمال في جامعة نيو ساوث ويلز بسيدني، وذلك بعد فقدانه الأمل من قبوله في المعهد العسكري. وحين انتهى الاثنان من الدراسة أرادا الدخول في مجال العمل الحرّ. ويقول فاركهار: "في تلك المرحلة كنت أعيش في سكن مشترك بالجامعة وأكتفي بتناول وجبة بسيطة من المعكرونة كل يوم، ولم يكن لدينا الكثير لنخسره". في البداية عمل الاثنان لوقت قصير في تأسيس شركة دعم تقني، لكن التجربة فشلت، وتحوّلا بعد ذلك للعمل في مجال البرمجيات، لكن هذا الأمر تغيّر في عام 2003 بوصول رسالة بالفاكس على هيئة طلب شراء من خطوط طيران "أميركان إيرلاينز"، وهي الرسالة التي لا يزال فاركهار يعلّقها خارج مكتبه في مقر الشركة بسيدني. ويصف فاركهار هذا الطلب بأنه نهاية "مرحلة الكفاح" من أجل الحصول على العملاء الذين بدأوا في التوافد على "أطلاسيان" مباشرة. فكانت هذه هي نقطة التحول إلى النجاح. وأدى هذا الأمر إلى وصول شركة "أطلاسيان" التي تجاوزت عائداتها مليار دولار العام الماضي، إلى أسواق ما كانت لتصل إليها عبر مندوبي المبيعات التقليديين. واليوم، تُستخدم منتجات أطلاسيان في آلاف الشركات، من بينها كوكاكولا وتويتر وفيزا.

ويدير الصديقان شركة تضم ثلاثة آلاف موظف، ويسكن فاركهار وكانون-بروكس في بيتين متلاصقين هما الأغلى ثمناً في أوستراليا بأسرها، ويطلان على ميناء سيدني. وتصل قيمة منزل فاركهار إلى 70 مليون دولار أوسترالي. ويتسلل أطفالهما عبر فتحة في السور الفاصل بين المنزلين للّعب سوياً. وكل ذلك حصل بسبب رسالة فقدت عن طريق الخطأ ولم تصله في الوقت المناسب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم