فؤاد بطرس رسالة العقل لأزمة وطن وكيان

أكتب عن الأستاذ فؤاد بطرس في الذكرى الثالثة لوفاته، لا للإشادة به، فهو اكتفى بشهادة التاريخ مع مرشده الرئيس الأمير فؤاد شهاب ورفيق مسيرته الرئيس الهادئ والحازم، الصادق والزاهد الياس سركيس، وإنما لأنه حالة نادرة في لبنان.مارس السياسة باحتراف ومعرفة وعقل وترفّع، أي بطريقة مشاكسة لمفهومها التقليدي المرادف أحياناً لـ"المناورات والحيلة" والرذيلة، في قراءته للمسألة اللبنانية في بداية الطريق.في الواقع، كان فؤاد بطرس أكثر من وزير وأقل من رئيس، ثاقب الرؤية، "محترما ونظيفا" كما وصفه المرحوم كمال جنبلاط، ولو اضطر إلى حمل "السلم بالعرض" خلافاً لنصيحة فؤاد شهاب، دفاعاً عن القانون والقيم.ولأن المعضلات الأساسية التي واجهها لبنان منذ استقلاله لم تتغير، تبقى آراؤه سديدة في مقاربة المسائل التي لا تزال تقضّ مضاجع اللبنانيين، وأبرزها الميثاق والكيان وتركيبة لبنان.فؤاد بطرس ميثاقي، يشيد في كتاباته بالرئيسين الراحلين بشاره الخوري ورياض الصلح اللذين حققا إنجازاً رائعاً يتمثل بالميثاق الوطني، إلا أنه لم...