الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ينام العالم عند التاسعة مساء كلّ يوم في سريري

سوزان علي
ينام العالم عند التاسعة مساء كلّ يوم في سريري
ينام العالم عند التاسعة مساء كلّ يوم في سريري
A+ A-

● الشوك المتنقل في فراء الثعلب

سيكون لكِ الوقت والعزلة والرصيف

وستمهدين لكلمة: صباح الخير

بأن تتخيلي قطاراً تحت الثلج

يحمل بجعات البحيرة المتجمّدة إلى الشمال

وستدّعين أن تجاعيدك سببها الضحك والغفلة

نسيان الأمور العظيمة

البيت في البيت

والنجمة في نجمة أخرى.

في الساعة الثالثة

وكل ليلة

تضعين يدك تحت الوسادة

وتنامين عارية

ترين في منامك أنك صرت رسامة لا ترسم إلا زهر الكرز

والذين أحبوك يدخلون حلمك مكتوفي الأيدي

على كتف أحدهم

ببغاء أزرق يكرر

"عاهرة صغيرة"

دمكِ أزرق كقطّاع الطرق

الجميع لوّح لكِ وأنت تمرّين في السوق

حقيبة تعلق على ظهرك

ومن ثقوبها تدلّت ساق طفل ميت.

● مرايا

أتمدد تحت ناموسية الدانتيل الأبيض

ما أجمل غرفتي من وراء هذه الثقوب!

المشجب مصباح في حديقة

المرآة ملهى ليلي

الثياب المبعثرة خطوات لغرباء المدينة

فوق سجادة الصوف موشح أندلسي

كيف أبدو لنوّاسة الممرّ؟

لصورتكَ الحزينة على الحائط؟

وأنا أنعس وأتلوى تحت ناموسية الدانتيل الأبيض

التي أهدتني إياها أمي منذ سنين

ورأت فيها فألًا حسنا

ربما أتزوّج

وأنجب لها طفلاً

يعلق بركبتها كلما قالت لي: وداعاً.

● صورة قديمة لغرفة النوم

لا أحد يقترب من بيتي

الفراغ

رائحة البن في شعري

قصب السكر عند الغروب

لا تتجرّأ الكلاب على نبش خطواتي

توسلتُ إيماءة ساخنة في الريح

حلمة مختبئة في ظل كرسي

كنت أحبو تحت الأرض

أكره الجذور

وأخاف الجسر

أنا تلّة مرصودة منذ آلاف السنين

أعشق وأذبل في صورة قديمة

أربي ريشة تحت إبطي، سقطت من كتاب طائر

الأفعى التي اقتربت في الأمس

غيّرت جلدها فوق جسدي

ودخلت جحرها.

صفصافة ميتة فوق ظهري

ينام العالم عند التاسعة مساء كلّ يوم في سريري

لا أرى بعيني، ولم أذق طعم قبلتي يوماً

المرأة التي شتمت الزحمة وإشارات المرور

قبل أن تصعد الحافلة

جلستْ تنكش أسنانها بعود ثقاب وتحدّق في قبعتي

أتذكّرها جيداً

كانت عارية

يسور عنقها مفتاح صدئ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم