الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما بعد الإسلام الأصولي: الدور الإصلاحي للإسلام الغربي

جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
A+ A-
بمناسبة صدور كتاب جهاد الزين: "المهنةالآثمة. نقد تجربتي في الكتابة السياسية" دعا "مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة" الزميل الزين إلى إلقاء محاضرة في مقره في البحرين مساء أمس الأول الثلثاء. هنا نصها:شكرا جزيلاً لسمو الشيخة مي آل خليفة على اهتمامها ودعوتها الكريمة وشكرا على استضافتي في هذا المركز وهذا الحي التراثي المجدَّد بإبداع وأناقة وفعالية، هنا في البحرين، البلد الحقيقي كما أحب أن أسميه قياسا بتاريخه القديم والمعاصر في الثقافة والسياسة والاجتماع.هل كان من الأدق أن يكون موضوع محاضرتي اليوم هو: بعض تحولات الثقافة السياسية الغربية في الثقافة العربية بدل أن يكون بعض تحولات الثقافة السياسية العربية؟ بعد هذا الاستدراك يجب أن أوضح بسرعة أن الجهة الكريمة الداعية تركت لي بالأساس اختيار الموضوع عندما سألتُها عن الموضوع الذي تريدني أن أتحدث به. فقالت نحن نترك للضيف هذا الاختيار. هكذا كان... اخترتُ موضوع تحولات الثقافة السياسية العربية ثم وجدتُ نفسي من البداية أنقلب عليه، وهاجسي محاولة الدقة، فجاء هذا التغيير يجعل حالتي طريفةً بعض الشيء وتشبه وضعَ ذلك الوزير اللبناني الذي كتب سؤالا وطلب من الصحافي الذي يقابله أن يطرحه عليه فطرحه الصحافي وإذا به يبدأ جوابه بقوله للصحافي نفسه: أهنِّئك على هذا السؤال!وإذ أحرص على التمييز بين الإسلام السياسي، وكل العالم المسلم دول إسلام سياسي بمعنى ما، وبين الإسلام الأصولي الذي ولدت نواتُه مع تأسيس حركة الإخوان المسلمين عام 1928 وانفجرت ديناميّتُه مع الثورة الإيرانية عام 1979، فلأنه من الضروري منع استمرار احتكار هذه التيارات الأصولية للفكر السياسي في مجتمعات مسلمة. لكي أبدأ تفكيري بصوتٍ عالٍ، عليّ أن أكشف من البداية أنني أعتبر أن المواقف النقدية من تيارات الإسلام السياسي ، والقيم الذي تتحكم به هي جزء من تأثيرات تحوّلات الثقافة الغربية وهي في تكوينها العميق ثقافة تصدير الديموقراطية. بل المصدر التاريخي لهذه الثقافة سواء نجحت في أجزاء في العالم أو فشلت في أجزاء أخرى.هذا يجعلني أقف عند نقطتين أراهما أساسيّتين:النقطة الأولى: يعتبرالبعض أن الإسلام الأصولي بتكوينه العميق غير الديموقراطي هو أصلا مولود حديث زمنياً. هل نحن إذن في عصر غربي أنشأ في جملة ما أنشأ إسلاماته السياسية ، ومنها أصولي. ماذا تحمّلنا هذه المعادلة لأن للتسليم بها نتائج خطيرة؟النقطة الثانية أجازف بطرحها في هذه البيئة المحترمة: ارتباط مستقبل الإصلاح الإسلامي بمسلمي الغرب بعدما استنفدت المحاولات الإصلاحية نفسها في الفكر الديني في الحواضر المسلمة التاريخية في الشرق. هناك نتائج أكثر من مائة عام من المحاولات الإصلاحية تنتهي اليوم إلى مأزق عميق، رغم ضرورة الإشادة والدعم لجهود دعم ليس التعايش بل ما هو أعمق أي فكرة المواطَنة المتساوية بين أبناء الأديان ولاسيما المسيحية والإسلام وهي الجهود التي يقودها الأزهر لاسيما في عهد شيخه وختمها قبل مدة بكلمته الشهيرة التي دعا فيها في أبوظبي بحضور البابا فرنسيس إلى عدم استعمال تعبير"الأقليات" الذي وصفه، أي التعبير، بـ"المقيت". لكن هذه الجهود من الأزهر وحتى النجف في محاولته التمايز عن نظرية ولاية الفقيه الإيرانية والدعوة للدولة المدنية في العراق، ومحاولات أخرى أكثر شجاعة بأشواط تأتي من المؤسسة السياسية في تونس في مجال تغيير قوانين الأحوال الشخصية، كل هذه الجهود يجب الاعتراف بأنها لم تتمكن حتى اليوم من وقف اندفاعة الفكر التكفيري أو السلفي السني والشيعي، مع تسجيل تمايز مستجد لصالح المنطقة العربية قياسا بشبه القارة الهندية وأفغانستان.كل هذا، ودعوني أكن صريحا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم