الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مديح ترامب يؤتي بعض الثمار في سياسته الخارجية

المصدر: "نيويوركر"
"النهار"
A+ A-

محبطون ومنزعجون جداً

هذا التبادل الصاعق الذي لم يُكشف سابقاً وفقاً لغلاسر أظهر القلق المتزايد لدى أعضاء من المؤسسة الجمهورية ومسؤولين بارزين في الأمن القومي حول جوانب أساسية في السياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد #ترامب. وكان تقييمهم المشترك بخصوص كارثة وشيكة أكثر إثارة للدهشة لأنّه أتى في ظل سفر أعضاء في الكونغرس إلى أوروبا لتطمين الحلفاء حول التزام واشنطن بالقيادة العالمية. لكنّ الرحلة فشلت في مهمتها.

قال مسؤول جمهوري بارز، ومستشار سابق لترامب: "الأوروبيون سقماء حتى الموت من هذه الإدارة. إنّهم محبطون ومنزعجون جداً".

هم أيضاً وبطريقة شبه مؤكدة مشوّشون بسبب الرسائل المتناقضة التي يحصلون عليها من جمهوريين مثل غراهام منذ وصول ترامب إلى منصبه. هذا السيناتور متشدد في السياسة الخارجية وتلميذ السيناتور الراحل جون ماكين لفترة طويلة. ترأس غراهام وفداً يضم أكثر من خمسين مشرعاً إلى ميونخ وكان غاضباً بالتحديد من قرار ترامب الأحادي بسحب القوات الأميركيّة من سوريا.


في المجالس الخاصة ليس كما في الإعلام

وفي اجتماع خاص آخر في المدينة الألمانية نفسها، وصل الأمر بغراهام إلى حدّ التلفظ بشتيمة حين قال وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان لأعضاء من الكونغرس إنّ ترامب أمره بالتأكد من أنّ جميع الجنود الأميركيين سينسحبون من سوريا بحلول نيسان.

منذ اتخاذ ترامب قراره الفجائي في كانون الأول الماضي والذي دفع جايسم ماتيس إلى الاستقالة اعتراضاً، حاول غراهام وجمهوريون آخرون الضغط على الرئيس الأميركي للتراجع عن قراره أو على الأقل إبقاء قوة رمزية. لكن كان على غراهام "مواجهة الواقع الصارخ في ميونخ وهو، لا، كان ترامب يعني في الواقع ما يقوله"، بحسب ما قاله أحد المشاركين في المؤتمر للصحافية.

لكن إذا كان غراهام غاضباً من ترامب، فإنّ ذلك لم يكن واضحاً حين ظهر في مقابلة إعلامية مع شبكة "سي بي اس" من ميونخ خلال اليوم التالي. غراهام من أبرز الموالين لترامب وشريكه المخلص في الغولف قدّم نفسه في الأشهر الأخيرة كمدافع عن الرجل الذي وصفه يوماً بأنّه "المرشّح الأكثر معاناة من العيوب في تاريخ الحزب الجمهوري".



تعليقاً على أخبار تفيد بأنّ النائب السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي أندرو ماكابي درس مع مسؤولين آخرين اللجوء إلى التعديل 25 من الدستور لإقالة ترامب من منصبه، قال غراهام في المقابلة إنّ ترامب كان ضحية "انقلاب إداري" مخطط له من قبل "أف بي آي".

ودعم غراهام أيضاً إعلان ترامب حال الطوارئ المثير للجدل من أجل الحصول على تمويل لبناء الجدار، بالرغم من اعتراضات جمهورية وديموقراطية على قاعدة أنّ سلوكه استيلاء على صلاحيات الكونغرس الإنفاقية. وأشاد غراهام بقرار ترامب حول #سوريا وطالب بإبقاء بعض القوات الأميركية علماً أنّ الاجتماعات المغلقة أوضحت أنّ ترامب لا البنتاغون هو من اتّخذ قراره في هذا المجال. وقال: "تهانينا، سيدي الرئيس. المهمة لم تُنجز بعد، لكنّنا قمنا بعمل هائل بتدمير الخلافة".


تكتيك بلغ اليابان.. وفيديو انتشر على "تويتر"

إنّ المدح التملقي بترامب علناً هو تكتيك خاص بمستشاريه وبأشخاص آخرين للحصول على خدمة منه. في اليابان، برز غضب محدود حين أشارت صحيفة إلى أنّ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي رشّح ترامب سراً لجائزة نوبل، بناء على طلب الأخير. ولم ينفِ آبي التقارير. وفي ميونخ، برز أيضاً نائب الرئيس مايك بنس الذي كان غالباً متعطشاً للإشادة علناً بترامب. وذكر بنس اسم الرئيس الأميركي 30 مرة على الأقل في كلمته.



وفي ظهور منفصل لاستذكار ماكين، توقف بنس عن خطابه المعياري منتظراً تصفيق الحاضرين قائلاً: "أحمل تحيات رئيس الولايات المتّحدة". حتى في غرفة تضمنت حوالي 24 جمهورياً من الكونغرس بمن فيهم غراهام، لم يصفق أحد. وانتشرت تلك اللحظة بسرعة في فيديو على "تويتر".


قول الحقيقة له تداعيات

الرقصة الأخيرة للجمهوريين في الخارج كانت تذكيراً بسبب فشل جهود الحزبين الأميركيّين لإقناع سائر دول العالم بأنّ التزامات واشنطن لم تتغير. ترى الصحافية أنّ سلوكيّات التودد أضرت السياسة الخارجية الأميركية وأنّ المديح الذي يكيله مسؤولون رفيعو المستوى لترامب، ولا يقتصر على غراهام وبنس، يظهر أنّ قول الحقيقة له تداعيات فعليّة في عالم الرئيس الأميركي. والمحيطون بترامب غير واهمين إزاء ذلك.

استمرت التقارير الأميركية بالتسرب من البيت الأبيض حول أنّ ترامب كان يدرس طرد مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس الذي تجلت خطيئته بالشهادة عن حق بوجود تناقضات بين افتراضات ترامب في السياسة الخارجية وخلاصات أجهزته الأمنية.

ترقية؟

مساء الخميس الماضي، أصدر مكتب غراهام بياناً جاء فيه أنّ "غراهام يحيي قرار ترامب بإبقاء قوات في سوريا" بعدما قالت وسائل إعلامية أنّ الرئيس الأميركي تنازل بعد ضغوط غراهام وآخرين فقرر إبقاء 200 جنديّ في سوريا. لكن لم يكن هنالك غموض في إشادة السيناتور الذي ختم بيان مكتبه: "أحسنت سيدي الرئيس".

في مقابل الفوضى المحيطة برئاسة ترامب، ثمة تساؤل على الصعيد العالمي حول طريقة التعاطي مع رئيس يوبّخ حلفاءه ويتودد لخصومه، وهنالك تداعيات حقيقية لهذا الشعور. أظهر استطلاع رأي لمركز "بيو" للأبحاث وجد أنّه من المرجح حالياً وثوق الأوروبيين بالرئيس الروسي فلاديمير #بوتين والرئيس الصيني شي #جينبينغ بهامش واسع.

كان رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلدت يتحدث في المؤتمر عن الاتفاق النووي وقرار واشنطن الانسحاب منه. وحين وصل السفير الأميركي في ألمانيا ريتشارد غرينيل إلى المؤتمر، بدأ يوجّه بيلدت وأوروبيين آخرين نحو ضرورة الوقوف إلى جانب الإدارة الأميركية في موقفها. وقال بيلدت للصحافية إنّه منذ تلك اللحظة، اتخذ المسار منحى تنازلياً مشيراً إلى تنبيهه غرينيل ب "أنّكم تضرّون مصالح بلادكم".



لكنّ غرينيل قد يحضّر نفسه قريباً للترقية. ذكرت تقارير أنّه كان في البيت الأبيض يوم الخميس، وقد يترشح ليصبح كبير ديبلوماسيي واشنطن في الأمم المتحدة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم