الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما أفظع المدنَ التي ترضخ لأمزجة سكانها

زاهر مروة
ما أفظع المدنَ التي ترضخ لأمزجة سكانها
ما أفظع المدنَ التي ترضخ لأمزجة سكانها
A+ A-

1- المدن الدافئة

كم أشفقُ على مدن لا تنام

ولا يتسنّى لها أن تلبس بيجاما

قبل أن تأخذ قيلولة

ثيابها مهترئة من هول معاركها مع الوقت

وجراباتها ممزّقة كشحاذيها

الذين ينامون تحت الجسور.

تلك المدن المسكينة

كلّما حاولتْ أخذ حبة منوّم

ينتزعها السكان من داخل الفم

من شدة نهمهم

يحرمونها حتى متعة فرك أسنانها.

ما أفظع المدنَ التي ترضخ لأمزجة سكانها

وناطحات سحبهم

ذات الأنياب المخيفة

يسهرون غير آبهين بها

ويسلطون عليها خفافيش الليل

ثم يتباهون بأنهم سكانها الأصليون.

في تلك المدن الغارقة بالبؤس

لا أرى نفسي فيها سوى مشردٍ عاجزٍ

يتمنّى نجدتها من العذاب

فيطرد الضوضاء ويجلد العتمة

ويعطيها حبة المنوّم التي تشتهيها.

طوبى لمدن تنام هادئة

بعد أن تقفل محالّها في السابعة مساءً

فيكون لديها متسعٌ من الوقت

في الصباح لتغازل الشمس

وتستمع للموسيقى

تصدر صوتاً عالياً حين تتثائب

تصبغ شعرها الأبيض

لأنها تظن نفسها شابة

تمارس اليوغا

قبل أن تبدأ نهارها

بدل أن تشرب القهوة والسجائر

تقلّد طرق هررها

في مدّ الأرجل والأيدي

تهتم بها ولا تطعمها الفضلات

تفتح الحدود أمام الطيور اللاجئة

ولا تسألها عنوانها ولا سلالتها

بل تضمها إلى الأوركسترا الوطنية للطيور. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم