الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

صورة الفنان مناضلاً

سمير عطاالله
Bookmark
صورة الفنان مناضلاً
صورة الفنان مناضلاً
A+ A-
يشعر المرء بالإهانة إذا بحث عن مناسبة للكتابة عن سعيد تقي الدين، لكنها ذكرى غيابه على أيّ حال. قبل أن يغيب كان عبقريّ السخرية الأدبية في لبنان. وبعد نصف قرن لم يزل كذلك. وبما أنّ الدعابة العبقرية قد ولّى زمانها، منكسرة أمام التهريج والابتذال والافتعال، فقد لا يكون لنا سعيد تقي الدين آخر.كان رجل الفكر والعاطفة والثقافة والقومية والتواضع والسخرية من الذات. وإلى ذلك كان لامعاً في التجارة وخاسراً في الكرم، يهاجر ويغتني ويعود ويفتقر، ثم يهاجر من جديد إلى بقاع لا يعرفها إلا الله، ثم يقتله الحنين إلى لبنان وإلى رفاقه في الحزب القومي، وإلى نقد المسطحين والثقلاء والطفيليين، فيعود إلى بيروت شاهراً سيوف "دون كيشوت"، مغنياً للطواحين، مغرداً للبسطاء والمهزومين.ترك العبقري الساخر عشرات الكتب، وأصبح رئيس نادي الخريجين في الجامعة الأميركية، وأسس جمعية "كل مواطن خفير" وفي كلّ ما فعل ظلّ ذلك الفنان الجبار الذي لا يقدم على عبقريته سياسةً أو انتماءً أو حزباَ. فقد جاء إلى القومية الاجتماعية من القومية العربية. وبالحماسة نفسها والشغف نفسه والقناعة نفسها. ولم يتوقف لحظة عن أنَّ الفكرتين متعاديتان في تلك المرحلة. كما أنه لم يَخفِ أن حبهُ للقومية العربية تحول إلى شغف في القومية السّورية. ومع ذلك فعندما تقرأ سعيد تقي الدين اليوم تراه قد دافع بلا هوادة عن خصمه وخصم الحزب، شارل مالك. وتساءل "أين فؤاد حداد"، وكأنه لا يتذكر أن فؤاد كتائبي من ألدّ خصومه، وأبدى ما شاء من التقدير والإعجاب بفؤاد شهاب الذي سوف يحاول القوميون الإنقلاب عليه.في سبيل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم