الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فوتيل التقى مسؤولين أكراداً: كوباني طلب إبقاء 1500 عنصر من التّحالف الدولي في سوريا

المصدر: "رويترز أ ف ب"
فوتيل التقى مسؤولين أكراداً:  كوباني طلب إبقاء 1500 عنصر من التّحالف الدولي في سوريا
فوتيل التقى مسؤولين أكراداً: كوباني طلب إبقاء 1500 عنصر من التّحالف الدولي في سوريا
A+ A-

أكدت #قوات_سوريا_الديموقراطية أنه لم يعد أمام تنظيم "#الدولة_الاسلامية" المحاصر في نصف كيلومتر مربع في شرق #سوريا سوى "الاستسلام"، في وقت يحضر الملف السوري في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل اليوم، غداة مطالبة واشنطن لدولهم باستعادة مواطنيهم المعتقلين لدى الأكراد.

وطالبت الإدارة الذاتية الكردية اليوم الدول الأوروبية بعدم التخلي عنها، مع اقتراب قوات سوريا الديموقراطية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من إعلان انتهاء "الخلافة"، بعد سنوات أثار فيها التنظيم المتطرف الرعب بقوانينه المتشددة وأحكامه الوحشية واعتداءاته الدموية حول العالم.

وزار الجنرال جوزف فوتيل، قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط، والذي يقوم بجولة في المنطقة، سوريا اليوم لوقت قصير، حيث التقى مسؤولين أكرادا.

ودعا مظلوم كوباني، القائد العام لـ#قوات_سوريا_الديموقراطية إلى إبقاء من 1000 الى 1500 عنصر من القوات الدولية في #سوريا للمساعدة في محاربة تنظيم "#الدولة_الإسلامية". وعبّر عن أمله في أن توقف الولايات المتحدة خصوصا، خطط سحب قواتها بالكامل.

وقال كوباني، وهو قائد القوات المدعومة من الولايات المتحدة، والتي يهيمن عليها الأكراد، لمجموعة صغيرة من الصحافيين في سوريا بعد محادثات مع عدد من كبار الجنرالات الأميركيين، إنهم يريدون أن يكون لديهم غطاء ودعم جوي وقوة على الأرض للتنسيق معهم. ‭‭ ‬‬

من جهته، قال الجنرال فوتيل ان "الجيش الأميركي لا يزال ينفذ أمر الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا".

وردا على طلب قوات سوريا الديموقراطية، قال: "هذا ليس المسار الذي نمضي فيه في الوقت الحالي". واشار الى ان "المناقشات مع قوات سوريا الديموقراطية ليست بشأن بقاء قوات أميركية، بل بشأن ما يمكن أن يقوم به أعضاء التحالف". 

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية السبت أن قواتها تتحرك "بحذر" في بلدة الباغوز لوجود مدنيين محتجزين "كدروع بشرية"، تزامناً مع تأكيدها أن "الخلافة" ستنتهي في غضون أيام.

وقال مدير المركز الاعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي لوكالة "فرانس برس" اليوم، إنه خلال اليومين الأخيرين "لم تحصل أي تغييرات جدية في المعطيات على الأرض... ما زلنا نعمل على ايجاد طريقة ما لاخراج المدنيين".

وعلى بعد مئات الأمتار عن خط الجبهة داخل الباغوز، شاهدت مراسلة "فرانس برس" اليوم خيماً بيضاء يتحرك قربها رجال ملثمون وسيدة ترتدي الأسود.

وأشار أحد المقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية بيده إلى صهريج مياه متوقف. وقال: "أنظروا، هناك أشخاص يتحركون، وليس معروفاً ما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين". وكان يمكن رؤية رجل بثياب سوداء ودراجة نارية تمر مسرعة.

ولم يعد لمقاتلي التنظيم أي منفذ. وقال مصدر قيادي في قوات سوريا الديموقراطية لـ"فرانس برس" اليوم: "لا يمتلك داعش خيارات ليتفاوض عليها، لأنه محاصر في منطقة جغرافية ضيقة جداً، وليس أمامه سوى الاستسلام"، مؤكداً عدم وجود أي مفاوضات مباشرة مع التنظيم.

وطلب التنظيم، على ما قال مصدر ميداني مطلع على سير المعارك لـ"فرانس برس" اليوم، رافضاً الكشف عن اسمه، ممراً آمناً للخروج من الباغوز، وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق الانسان. ولم يتسن لـ"فرانس برس" الحصول على تأكيد رسمي من مسؤولين أكراد.

وقال المصدر: "يطلب الدواعش المحاصرون فتح ممر لهم إلى إدلب (شمال غرب سوريا)، على أن يأخذوا المدنيين المتبقين معهم كدروع بشرية" لضمان عدم استهدافهم. "لكن الأمر غير قابل للمناقشة بالنسبة إلى قوات سوريا الديموقراطية".

وقوبل هذا الطلب بالرفض، وفقا للمصدر.

وبدأت قوات سوريا الديموقراطية، بدعم من التحالف، في أيلول الماضي عملية عسكرية واسعة ضد آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا، دفعت نحو أربعين ألف شخص إلى الفرار، بينهم نحو 3800 مشتبه في انتمائهم الى التنظيم، وتم توقيفهم وفقا للمرصد.

وسار بعض الفارين طويلا في منطقة صحراوية قبل بلوغهم نقاط قوات سوريا الديموقراطية التي تنقل النساء والأطفال إلى مخيمات خاصة بهم، لا سيما الهول شمالاً، والرجال المشتبه في انتمائهم الى التنظيم إلى مراكز تحقيق.

وأحصت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة غير حكومية عريقة تعنى بمساعدة المدنيين في مناطق النزاع في العالم، مقتل 62 شخصاً، ثلثاهما أطفال دون السنة، من جراء البرد والجوع ونقص الخدمات الطبية، خلال رحلة الفرار أو بعد وصولهم إلى مخيم الهول.

واعتقلت قوات سوريا الديموقراطية خلال معاركها السابقة المئات من المقاتلين الأجانب من جنسيات عدة، أبرزها البريطانية والفرنسية والألمانية. وتناشد الادارة الذاتية بلدانهم استعادتهم لمحاكمتهم لديها.

وانتقدت دول أوروبية عدة في الساعات الأخيرة مطالبتها من الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستعادة "أكثر من 800 مقاتل" معتقلين في سوريا لمحاكمتهم، وتلويحه بأن "البديل لن يكون جيداَ، لأننا سنضطر الى الإفراج عنهم".

وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم: "يجب تقديم المقاتلين الأجانب إلى العدالة (...) حين يصبح ذلك ممكناً، يحب إتمام الأمر في المنطقة التي ارتكبت فيها الجرائم".

وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الأحد إن إعادتهم في الظروف الحالية أمر "بالغ الصعوبة"، في حين طالب وزير العدل البلجيكي كين غينس بـ"حل أوروبي"، داعياً إلى "التفكير بهدوء والنظر في ما ينطوي على مخاطر أمنية أقل".

وقال وزير الدولة الفرنسي للداخلية لوران نونيز، في تصريح تلفزيوني: "في كل الأحوال، إذا عاد هؤلاء الأشخاص الى التراب الوطني، فسيخضعون لاجراءات قضائية جارية، وسيتم تطبيق القانون بحقهم وحبسهم".

وأعلنت فرنسا في وقت سابق أنها تدرس ترحيل نحو 130 شخصاً محتجزين لدى الأكراد، غالبيتهم من الأطفال.

وتبدي العائلات والجهات الحقوقية قلقها من احتمال نقل الحهاديين من سوريا إلى العراق المجاور، الذي حكم على مئات الأشخاص بالإعدام أو السجن المؤبد، لانضمامهم إلى التنظيم المتطرف.

ويشكل ملف الجهاديين الأجانب عبئاً على الأكراد، خصوصاً بعد اعلان ترامب في كانون الأول 2018 قراره بسحب القوات الأميركية والمقدرة بألفي جندي من سوريا.

ودعا أكراد سوريا اليوم الدول الأوروبية إلى عدم التخلي عنهم. وقال ألدار خليل، القيادي الكردي البارز وأحد مهندسي الإدارة الذاتية لـ"فرانس برس" في باريس: "تلك الدول لديها التزامات سياسية وأخلاقية (...) إذا لم يفوا بها، فهم يتخلون عنا".

ورأى أنه يمكن فرنسا ان تقترح على مجلس الأمن "نشر قوة دولية بيننا وبين الأتراك تكون جزءاً منها، أو يمكنها حماية أجوائنا".

ويخشى الأكراد أن تمهد مغادرة القوات الأميركية الطريق أمام تركيا لشن هجوم لطالما هددت به. ولتهدئة الأجواء، اقترح ترامب الشهر الماضي إنشاء "منطقة آمنة" بعمق ثلاثين كيلومتراً بين الطرفين. ورحبت أنقرة بالاقتراح لكنها أصرت في الوقت ذاته على أن تدير تلك المنطقة، الأمر الذي يرفضه الأكراد بالمطلق.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم