"بين الفصول في وادي عودين - عندقت"... مساحة تلاقٍ يجب تعزيزها (صور)

استفاد الناشطون البيئيون وهواة المشي في الطبيعة من هدوء العاصفة، ولو لبعض الوقت، ليشاركوا في رحلة سير حملت عنوان "بين الفصول في وادي عودين - عندقت"، نظّمتها مجموعة درب عكار بالتعاون مع مجلس البيئة في القبيات، إلى مسافة 12 كلم في منطقة وادي عودين - عندقت، شارك فيها 30 ناشطاً وعاشقاً للطبيعة قدموا من مختلف المناطق اللبنانية.

....رحلةٌ بين الفصول بدأت في أجواء ربيعية مع الازهار المنتشرة في أرجاء الوادي، وانتهت شتوية بزخات المطر، على ما يقوله الدكتور انطوان ضاهر رئيس مجلس البيئة في القبيات، شارحا جمال هذه المنطقة العابقة بالتاريخ والغطاء الاخضر وقال: "وادي عودين في عندقت هو أطول الوديان في لبنان وأكثرها اخضراراً. وقد شكل مع وادي السبع الموازي له في منطقة جبل أكروم، ممراً رئيسياً للقوافل القادمة من الساحل اللبناني والسوري إلى الداخل اللبناني والداخل السوري الذي يصل حتى بلاد ما بين النهرين، وبالاتجاه المعاكس أيضاً. كما شكل شرياناً يربط بين المواقع الدينية المنتشرة فيه والمواقع السكنية والأخرى "الصناعية"، ومنها تجمّع معاصر الزيتون المهم جداً والموجود في مار سابا في هذا الوادي، وهو من الحقبة الفينيقية .

ويضيف: من هذا الموقع الأثري، وبعد ترويقة مناقيش في تنور عودين، كانت انطلاقة المسير الذي قام به مجلس البيئة ودرب عكار، مع محطات للتعرف عن كثب إلى شجرة الصنوبر البري، وإلى مقاومتها الطبيعية للحريق عن طريق تجددها، وإلى شجرة القطلب وزهور الأوركيديا التي بدأت تطل بألوانها وأشكالها، ونهر عودين الجميل والمساكن القديمة في تلك الفسحات الخضر التي يلفها الصنوبر من كل جهة.

نافذ عوض، وهو أحد المشرفين في مجموعة درب عكار، يقول: "تشكل هذه النشاطات مساحة تلاقٍ يجب تعزيزها لما يخدم السياحة البيئية في محافظة عكار التي يجب ان تحتل مكانة متقدمة على هذا الصعيد. وما تقوم به درب عكار ما هو إلا مبادرة نأمل أن تتلاقى مع حماس أهل المنطقة للحفاظ على هذه الثروات والمقومات والاستفادة المستدامة منها".