الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كما في كلّ مرّة

المصدر: "النهار"
مصطفى علوش
كما في كلّ مرّة
كما في كلّ مرّة
A+ A-

مثل آخر مرة

سأنسى أنّي قبّلتكِ

سأنسى أننا شربنا معاً فنجان القهوة بارداً

سأنسى أنّي مدحتُ غياب الكهرباء

ودخلتُ إلى قلبكِ،

بيتكِ،

بعد غياب الشمس بقليل

قبل طلوع الشمس

كنتُ أدوّن على نهدكِ آخر وداع

عندكِ حكيتُ لكِ كل شيء

وحين كنتِ تغلقين الستارة

كنتُ أداعبُ شعركِ الأسود

ياه كم حلمنا بحياة طبيعية ذات دهر مضى

مرة حين كنتُ مجنوناً بك

وكنتُ فقيراً جداً حتى آخر نظريات الصراع الطبقي

قرعتُ جرس باب أهلكِ،

كنتِ غائبة

وقلتُ لأمّكِ إنكِ حبيبتي

كما آخر مرة ربما لن أراكِ أبداً

وربما لم يبق بيننا غير كومة ذكريات وتلال من حنين

كما في كل مرة

كنتُ أخرجُ من بيتكِ عامراً بالخلود

يا أنتِ يا

كم أحتاجكِ الآن

كم أحتاجُ منكِ جملتكِ التي تشبه الله "يا قلبي أنت"

في الطريق هنا حيث آلاف النساء يعبرون لا أرى إلاَكِ فيهن

يا طريق الحياة القصير من يخبرها هناك

بأني أنسجُ من حكايتنا واحة لروحي العطشى لها

كما آخر مرة نسيتْ هي الباب مفتوحاً قصداً

وأنا دخلتُ إليها ناسياً كل شيء في الخارج

يا بلاد الخراب والرصاص

كم يختبئ الحبَ الآن مذعوراً

يا بلاد الفقر والرعب

لي هناك أنتِ وبقايا غياب عتيق

كما في كل مرة

ألتقيكِ في الكتابة والخيال

واليوم تماماً

أكتبُ عنكِ من خلال امرأة أخرى كانت تشبهكِ

امرأة تشبهكِ في كل شيء

لكنها تحمل جنسية أخرى

امرأة لا تخاف أخاها الضابط ولا أمّها

امرأة تشبهكِ لكنها كما الشمس تشرق رغم كل شيء

يا أنتِ كم كنتِ خائفة ولا تزالين.

أنا مثلكِ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم