السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أسرار مدينة تقدس الرقم 11 بشكل لا يصدق!

جاد محيدلي
أسرار مدينة تقدس الرقم 11 بشكل لا يصدق!
أسرار مدينة تقدس الرقم 11 بشكل لا يصدق!
A+ A-

رقم 11 هو رقم عادي بالنسبة الى كثير من الشعوب والدول، لكنه ليس كذلك بالنسبة الى بلدة سولوتهورن السويسرية، فيستحسن عقد اللقاء أو الإجتماع عند هذه الساعة ويجب ألا تتأخر أبداً، والقصة لا تقف هنا، فعلى جدار أحد المصارف عُلّقت ساعة حائط تحمل 11 رقماً فقط وينقصها الرقم الثاني عشر. كما يدق تمثال معدني على شكل مهرج أحد عشر جرساً في تمام الحادية عشرة صباحاً. وبالعودة الى التاريخ، أسس الرومان بلدة سولوتهورن قبل ألفي عام لكن نسيها كثير من الزائرين اليوم لقربها من العاصمة برن التي خطفت الأضواء منها، وترتبط البلدة بالرقم 11 الى حد كبير لدرجة أنها تضم إحدى عشرة كنيسة كبيرة وإحدى عشرة كنيسة صغيرة وإحدى عشرة نافورة وأحد عشر برجاً وأحد عشر متحفاً.

وفي "شارع اليهود" بالبلدة توجد بناية كانت يوماً مقراً لنقابة الحدادين، وهي بين الجمعيات التي ترجع للعصور الوسطى بالبلدة وعددها 11 جمعية. والى جانبها يوجد كاتدرائية سانت أورسوس التي يبدو الرقم 11 حاضراً فيها بشكل كبير، وهي بنيت خلال أحد عشر عاماً. ويصعد الداخل إلى الكاتدرائية سلماً من 11 عتبة يليه آخر ثم آخر بنفس عدد العتبات، وتحيط بالسلالم نافورتان ويوجد على كل نافورة 11 صنبوراً للمياه، كما يوجد 11 بوابة بالكاتدرائية ويتدرج المبنى ثلاثة أقسام كل قسم بارتفاع أحد عشر متراً. استخدم السكان رقم 11 في كل شيء نزولاً عند رغبة الحكام في ذلك الوقت، لدرجة أن مذبحاً بالكنيسة صُنع من أحد عشر نوعا من الرخام!

ويعرف الجميع في سولوتهورن أمر الرقم 11، لكن لا يذكر أحد السبب. وتقول أسطورة شعبية إن كائنات خرافية صغيرة جاءت من جبل فايسنشتاين القريب لتشد على أيدي سكان البلدة الكادحين دون طائل، فتبنى أهل البلدة الرقم 11 ويشبه نطق الرقم بالألمانية نطق (elf) وتعني "الجني الصغير"، وذلك فاء لتلك الكائنات التي جاءت لنجدتهم. وربما كان التفسير المقبول أكثر هو أن الرقم 11 يرتبط بدلالات تعود للكتاب المقدس، لدرجة أن الكثيرين من سكان البلدة يتعاملون مع هذا الرقم على أنه "مقدس" ويوحي بمعان سامية. وفي علم الأرقام يُقال إن هذا الرقم هو الأكثر حدساً بين الأرقام ويرتبط بالإيمان أو بالمعرفة السرية. فيقال أن عدد رسل المسيح 12 رسولاً، أما رقم 11 فيعكس التوق للكمال.

ولو كان الدين قد أثر في الخلفية الرقمية للبلدة فقد أثرت السياسة أيضاً، فعبر التاريخ يجد المرء أصداء لهذا الرقم تعود إلى العصور الوسطى الأخيرة، ففي عام 1481 أصبحت سولوتهورن الكانتون الحادي عشر للاتحاد السويسري، وبحلول القرن السادس عشر انقسم الكانتون إلى 11 محمية. والأكثر من ذلك أن أول مرة يذكر فيها الرقم تاريخياً كان عام 1252 حين انتخبت نقابات الحرف والصناع مجلسا للبلدة ضم أحد عشر نائباً. والمثير أيضاً أن الأطفال يحتفلون بعيد ميلادهم الحادي عشر هنا بشكل مميز.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم