الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المربع الأخير لـ"داعش": ألغام وأنفاق وخلايا تعيق تقدم قوّات سوريا الديموقراطيّة

المصدر: "أ ف ب"
المربع الأخير لـ"داعش": ألغام وأنفاق وخلايا تعيق تقدم قوّات سوريا الديموقراطيّة
المربع الأخير لـ"داعش": ألغام وأنفاق وخلايا تعيق تقدم قوّات سوريا الديموقراطيّة
A+ A-

تعيق الألغام الكثيفة والخلايا النائمة والأنفاق التي حفرها تنظيم "#الدولة_الاسلامية" في شرق #سوريا، استكمال #قوات_سوريا_الديموقراطية تقدمها إلى البقعة الأخيرة تحت سيطرة الجهاديين، تمهيداً لاعلان انتهاء "الخلافة".

بعد نحو أسبوع من اطلاق هذه القوات المرحلة الأخيرة من هجومها، بات مقاتلو التنظيم يتحصنون في مساحة كيلومتر مربع يشمل جزءاً من بلدة #الباغوز في أقصى ريف دير الزور الشرقي، مع مخيم جنوب البلدة.

وأفاد قادة ميدانيون في قوات سوريا الديموقراطية وكالة "فرانس برس" عن "استشراس من تبقى من مقاتلي التنظيم في الدفاع" عن البقعة الأخيرة تحت سيطرتهم.

وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديموقراطية في دير الزور عدنان عفرين لـ"فرانس برس" اليوم: "يرفض مقاتلو داعش الاستسلام، وما زالوا يقاتلون. لا نعرف ما هدف هذه المقاومة".

ولجأ التنظيم خلال اليومين الماضيين، وفقا لعفرين، الى "استخدام خلايا زرعها خلفه، إضافة إلى الدراجات النارية"، ما دفع قوات سوريا الديموقراطية الى تنفيذ عمليات تمشيط للمناطق التي سيطرت عليها، مع محاولة التنظيم "ممارسة الضغط على قواتنا عبر تحريك الخلايا في المناطق المحررة".

واشار الى "اننا مضطرون الى أخذ حذرنا... إنها مرحلة حساسة جداً لكونها تمثل نهاية التنظيم، ولوجود مدنيين من ذوي داعش في الداخل".

وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تنهمك هذه القوات المؤلفة من فصائل كردية وعربية، تدعمها واشنطن، في "تفكيك الألغام الكثيفة التي زرعها التنظيم، والبحث عن عناصر متوارين وأنفاق"، يتحصن فيها الجهاديون، ويشنون منها هجمات انتحارية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ"فرانس برس" إن "وجود الألغام والأنفاق بكثرة يعرقل تقدم قوات سوريا الديموقراطية لاستكمال سيطرتها بالكامل على المنطقة".

وغالباً ما يعتمد التنظيم على الهجمات الانتحارية والمفخخات لاعاقة تقدم خصومه وايقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية كل مرة يحاصر فيها داخل معاقله.

وأفاد المرصد عن اشتباكات متقطعة بين الطرفين ليلاً، لافتاً الى العثور على جثث 26 مقاتلاً من التنظيم منذ الخميس خلال عملية التمشيط.

ودفعت العمليات العسكرية منذ مطلع كانون الأول نحو أربعين ألف شخص إلى الخروج من مناطق كانت تحت سيطرة التنظيم، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الجهاديين، بينهم نحو 3800 مشتبه في انتمائهم إلى التنظيم، وتم توقيفهم، وفقا للمرصد.

ويخوض الفارون رحلة صعبة، ويصلون إلى نقاط قوات سوريا الديموقراطية، وقد سيطر عليهم الإرهاق، أطفال يبكون، ونساء يسألن عن موعد الوصول إلى المخيمات.

وقال جان نيكولاس باكيه رولو من اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ"فرانس برس": "لم يأكل هؤلاء أي طعام مناسب منذ أسابيع (...) سمعت عن أشخاص يطبخون شيئاً ما، يشبه الحساء من العشب".

ويتم نقل المدنيين، بينهم الكثير من زوجات وأطفال الجهاديين، إلى مخيمات في شمال البلاد، بعد التدقيق في هوياتهم وجمع معلومات أولية في منطقة فرز قرب بلدة الباغوز، بينما يجري توقيف المشتبه في انتمائهم الى التنظيم المتطرف.

وتنتقد الإدارة الذاتية الكردية غياب المنظمات الدولية والانسانية عن إغاثة النازحين.

ويقول رئيس مكتب العلاقات الخارجية فيها عبد الكريم عمر لوكالة "فرانس برس": "للأسف لا تقوم المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، وحتى دول التحالف الدولي، بواجبها، ولا تتحمل مسؤوليتها تجاه هؤلاء النازحين"، موضحاً أن "ما يقدمونه لا يشكل خمسة في المئة من احتياجاتهم".

وجدّد مناشدة المجتمع الدولي، خصوصاً منظمات الأمم المتحدة، أن "تقدم المساندة الى هؤلاء النازحين واللاجئين"، بينما تبقى إمكانات الإدارة الذاتية الكردية أمام تدفق النازحين محدودة.

وبين الفارين من جيب التنظيم، مشتبه فيهم بالانتماء الى التنظيم المتطرف، ومنهم من سلم نفسه الى قوات سوريا الديموقراطية.

ويوضح عمر أنهم "يفضلون المجيء إلى منطقتنا (...) لأنهم يعرفون أننا نتعامل معهم وفق المواثيق الدولية"، مشيراً إلى أنهم "حتى لو حوكموا في يوم من الأيام في هذه المنطقة، فيعرفون أن ليس لدينا حكم الاعدام"، بخلاف حكومتي دمشق وبغداد.

ويشكل مصير مئات الجهاديين الأجانب عبئاً على الإدارة الذاتية التي تطالب الدول المعنية باستعادة مواطنيها.

ومُني التنظيم الذي أعلن عام 2014 إقامة "الخلافة الاسلامية" على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقواعده المتشددة، وأصدر مناهجه الدراسية وعملته الخاصة وجنى الضرائب من المواطنين.

وجددت واشنطن التي تخطط لسحب قواتها من سوريا، التأكيد أن القضاء على "الخلافة" شارف على الانتهاء.

وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقابلة مع قناة "الحرة" الأميركية ليل الخميس أن "هناك تغييراً في التكتيكات، وليس في المهمة" التي تبقى "تدمير دولة الخلافة. وهذا تقريباً استُكمل".

إلا أن قائد القوات الخاصة الأميركية الجنرال ريموند توماس قال الخميس أمام لجنة في مجلس الشيوخ: "أنا لا أستسهل استخدام عبارة نصر محل عبارة هدف".

وأضاف: "الهدف يتمثّل في تقليص التهديد في تلك المنطقة (...) ونحن على وشك تقليص هذا التهديد (..). وفي صدد تحديد القدرات التي يجب أن تبقى في المكان داخل المنطقة، كي نضمن هذا الهدف".

ويمهد إعلان الانتصار، رسمياً على التنظيم، الطريق أمام ترامب لتنفيذ قراره بالانسحاب، مفاجئا به حلفاءه الغربيين والمقاتلين الأكراد خصوصا الذين أبدوا خشيتهم من أن يسمح القرار لأنقرة بتنفيذ تهديداتها بشن هجوم ضد مناطق سيطرتهم قرب الحدود.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم