اشترِك في نشرتنا الإخبارية
روبير غانم لم ينكفئ عن الحياة ، ولا اعتكف دون الإهتمام بالسياسة لكنه آثر أن يرتقي إلى حيث يسكن الأوفياء لإيمانهم بربهم بعد ان وفوا قسطهم للإيمان بوطنهم .
صحيح أنه قد كان بيني وبين المرحوم روبير تنافس ، لكنه كان تنافساً على الخدمة الوطنية وتسابقاً إلى رعاية مصلحة الناس والوطن .
لم تكن بيننا خصومة تؤدي إلى خلاف بل كانت خصومة تؤدي الي اختلاف في الرؤية ، فالمبدأ الوطني واحد ولا سيَما أن كلينا آتٍ من جوار متآلف ومن بيئة بقاعية متجانسة في الحاجات والمطالب .
هو آتٍ من بيئة عسكرية صارمة وجدية وانا آتٍ من بيئة كهنوتية متشددة في أدب النفس وأدب الإجتماع ، وقد ميَزه طبع ارستقراطي ونبل مواقف ،وعمق مواطنة كسبها من والده إسكندر غانم قائد الجيش اللبناني في أحرج الظروف وأصعب المراحل الوطنية ،وقد تمكن من انتزاع ولاء الجيش والشعب ،وقد استكمل المرحوم روبير مسيرة الوالد فكان له حضوره المميَز في الوزارة والنيابة ، فمارس السلطة الإجرائية بنزاهة ومارس السلطة التشريعية بوعي حقوقي ودستوري وكان له دائماً موقفه في المحاماة والقضايا الحقوقية .
والآن وقد ارتقى إلى جنة الخلد لا تنتفي الخصومة السياسية بيننا فقط بل تولد مني نحوه عاطفة جوارٍ ومواطنة ومزاملة مذخَرة بالحزن عليه والتقدير له والأسف على رحيله ، أعبَر بها في الوقت عينه عن وقوفي موقف الشراكة في تقبل العزاء به مع ذويه وزوجته وأولاده في بلدتينا وفي منطقتنا وفي المجلس النيابي وفي كل لبنان .
رحمة الله وعزَانا جميعاً بفقده وعوَض لبنان رجالات على طرازه اللامع .
