السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

زيارة البابا التاريخية لمهد الإسلام

المصدر: "أ ف ب"
زيارة البابا التاريخية لمهد الإسلام
زيارة البابا التاريخية لمهد الإسلام
A+ A-

يشارك البابا فرنسيس في أبوظبي في مؤتمر ديني يجمعه بمسؤولين روحيين من ديانات مختلفة، ويترأس غدا قدّاسا ضخما في الهواء الطلق في العاصمة الإماراتية، في حدث هو الأوّل من نوعه في شبه الجزيرة العربية، مهد الإسلام.

والتقى زعيم الكنيسة الكاثوليكية التي يبلغ عدد أتباعها نحو 1,3 مليار شخص في العالم، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس حكومة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في اليوم الثاني من زيارة بدأت مساء الأحد وتستمر حتى الثلاثاء.

وكانت تقارير أفادت أن البابا سيتطرّق خلال لقاءاته إلى موضوع اليمن حيث تشارك الإمارات في تحالف عسكري بقيادة السعودية دعما للحكومة في مواجهة المتمردين الحوثيين، في ظل نزاع متواصل في البلاد منذ أكثر من أربع سنوات قتل فيه الآلاف وتسبّب بأزمة إنسانية كبرى.

ودعا الحبر الأعظم قبل إقلاع طائرته من روما متجهة إلى أبوظبي، إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن. وتتعرض الإمارات والتحالف لانتقادات من منظمات حقوقية بسبب الحرب الدائرة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.


وقال البابا "إنني أتابع بقلق كبير الأزمة الإنسانية في اليمن. لقد تعرّض السكان للإنهاك بسبب النزاع الطويل وكثير من الأطفال يعانون الجوع، لكن لا يمكن الوصول إلى مستودعات الطعام".

ولفت إلى "أن صرخة هؤلاء الأطفال وذويهم ترتفع إلى الله".

وقبيل اللقاء، حظي البابا باستقبال رسمي حافل لدى وصوله إلى القصر الرئاسي الفخم في أبوظبي بسيارة متواضعة، إذ أطلقت 21 طلقة مدفعية، بينما حلّقت طائرات انبعث منها دخان أصفر وأبيض للاشارة الى علم الفاتيكان الذي وضع في الممرات الرئيسية داخل القصر.

وصافح الحبر الأعظم الشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد وعشرات المسؤولين الاماراتيين الآخرين، وتوقّف أمام فرقة موسيقية عسكرية أدّت معزوفة لمناسبة وصوله إلى القصر.

وقدّم البابا هدية إلى الشيخ محمد بن زايد هي عبارة عن ميدالية تؤرّخ اللقاء بين القدّيس فرنسيس الأسيزي والسلطان الملك الكامل في العام 1219، وشكره في سجل التشريفات على "حرارة الاستقبال"، متمنيا للامارات "السلام والوحدة الاخوية"، بينما قدّم له المسؤول الاماراتي مستندا يعود إلى العام 1963 ويحمل موافقة على إنشاء أول كنيسة في الامارات.


وكان البابا اختار لدى انتخابه في العام 2013 على رأس الكنيسة الكاثوليكية، القديس فرنسيس الأسيزي ليحمل اسمه ويدعو الى السلام.

بالإضافة الى اليمن، يتوقع أن يكون اللقاء تطرق إلى "الإرهاب" والعنف، في بلد يتمتع باستقرار أمني كبير ويعتبر رأس حربة في مواجهة التطرّف الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين.

والإمارات عضو في التحالف الدولي لمواجهة الجهاديين في سوريا منذ أيلول 2014.

وتقدّم الإمارات نفسها على أنّها مكان للتسامح بين الأديان المختلفة، وتسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس، كما هو الحال في الدول الخليجية الأخرى إجمالا، باستثناء السعودية التي تحظر ممارسة أي ديانة غير الإسلام.

وتتبع الامارات التي يشكل الاجانب نحو 85 بالمئة من مجموع سكانها، إسلاما محافظا، لكنّها تفرض رقابة على الخطب في المساجد وعلى النشاطات الدينية فيها لمنع تحولّها الى منابر للتطرّف.

وتأخذ منظمتا العفو الدولية و"هيومن رايتش ووتش" على الإمارات منعها الأحزاب السياسية، وتحكّمها بالإعلام المحلي، وملاحقة النشطاء، وطالبتا البابا بطرح مسألة حقوق الإنسان خلال زيارته.

وسيزور البابا الاثنين مسجد الشيخ زايد في أبوظبي، قبل أن يشارك في "مؤتمر الأخوّة الإنسانية" الذي تنظمه دولة الإمارات، الى جانب شيخ الأزهر أحمد الطيب ومسؤولين دينيين آخرين، بينهم حاخامات. وستحضر المؤتمر حوالى 700 شخصية.

وعقد الحبر الأعظم وشيخ الأزهر لقاءات عدة في السابق، أحدها في مصر في العام 2017. ويترأّس الشيخ الطيب "مجلس حكماء المسلمين" الذي تأسّس في أبوظبي بهدف "تعزيز السِلم في المجتمعات المسلمة"، كما يقول موقعه على الإنترنت.


وسيزور البابا المغرب في نهاية آذار. في الإمارات، يتوقع أن يكرّر دعواته إلى الانفتاح والحرية الدينية والأخوّة والسلام، علما أن الحوار الديني، خصوصا مع المسلمين، حظي باهتمام كبير من جانبه منذ أن وصل الى سدّة البابوية قبل ست سنوات.

ويعيش نحو مليون كاثوليكي، جميعهم من الأجانب، في الإمارات حيث توجد ثماني كنائس كاثوليكية، وهو العدد الأكبر مقارنة مع الدول الأخرى المجاورة (أربع في كل من الكويت وسلطنة عمان واليمن، وواحدة في البحرين، وواحدة في قطر).

وتتوقّع السلطات الإماراتية مشاركة نحو 135 ألف شخص في قداس الثلاثاء في ملعب لكرة القدم.

وسيحضر آخرون القداس من خارج الملعب. وسيصل البابا إلى موقع الحدث بسيارته ويقوم بتحية هؤلاء.

وتسمح الإمارات بممارسة الشعائر الدينية داخل الكنائس، وهي المرّة الأولى التي يقام فيها قدّاس بهذا الحجم في الهواء الطلق في الدولة الخليجية.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم