الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الإمارات تستقبل الحبر الأعظم بحفاوة... "أهلا وسهلا بابا الفاتيكان"

المصدر: "أ ف ب"
الإمارات تستقبل الحبر الأعظم بحفاوة... "أهلا وسهلا بابا الفاتيكان"
الإمارات تستقبل الحبر الأعظم بحفاوة... "أهلا وسهلا بابا الفاتيكان"
A+ A-

تستعد #الامارات العربية المتحدة لاستقبال #البابا_فرنسيس بحفاوة عندما يصل إلى أبوظبي مساء اليوم، في مستهل زيارة تاريخية لترؤس قدّاس ضخم، هي الاولى لحبر أعظم إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الاسلام.

واستقل البابا الطائرة متوجها الى الإمارات. ومن المتوقع أن يصل الى ابوظبي الساعة 18,00 ت غ. ودعا قبل مغادرته الفاتيكان إلى احترام اتفاق وقت اطلاق النار في اليمن، حيث تقود الامارات، مع السعودية، تحالفا عسكريا ضد الحوثيين، في حرب قتل فيها نحو 10 آلاف شخص، غالبيتهم من المدنيين منذ بدء عمليات التحالف.

ووجه البابا فرنسيس "نداء إلى الجماعة الدولية والأطراف المعنية كي تلتزم الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السويد، ويضمن توزيع المواد الغذائية، ويعمل من أجل خير الشعب".

وأضاف في عبارة مرتجلة لم ترد في نص خطابه الاصلي: "انا أتابع بقلق كبير الأزمة الإنسانية في اليمن. لقد تعرض السكان للانهاك بسبب النزاع الطويل، وأطفال كثر يعانون الجوع. لكن لا نستطيع الوصول إلى مستودعات الطعام". ولفت إلى أن "صرخة هؤلاء الأطفال وذويهم ترتفع إلى حضرة الله".

ومن المتوقع أن يكون في استقباله كبار المسؤولين الاماراتيين. وقبل القدّاس الثلثاء، يشارك البابا في حوار ديني الاثنين مع شيخ الأزهر أحمد الطيب ومسؤولين دينيين آخرين.

ويعيش قرابة مليون كاثوليكي، جميعهم من الاجانب، في الإمارات، حيث توجد ثماني كنائس كاثوليكية، العدد الأكبر بالمقارنة بالدول الأخرى (أربع في كل من الكويت وسلطنة عمان واليمن، وواحدة في البحرين، وواحدة في قطر).

وكتب البابا فرنسيس في حسابه على "تويتر"، قبيل انطلاق طائرته: "أزور هذا البلد كأخ، لنكتب صفحة حوار معا، ونمضي في مسار السلام سوية".

وتتبع الامارات إسلاما محافظا، لكنّها تفرض رقابة على الخطب في المساجد، وعلى النشاطات الدينية فيها. وتعتبر أحد أبرز مناهضي الاسلام السياسي في العالم العربي.

وتتوقّع السلطات الإماراتية مشاركة أكثر من 130 ألف شخص في قداس الثلثاء في ملعب لكرة القدم، الأول من نوعه في شبه الجزيرة العربية. وسيكون وفقا لوسائل إعلام محلية، الأكبر في تاريخ الإمارات.

وتشهد الامارات منذ صباح اليوم تساقط أمطار على العديد من مناطقها، بينها أبوظبي. إلا أنه من المتوقع أن تتوقف الامطار قبل صباح الثلثاء.

وفي الطائرة التي تقله إلى الإمارات، قال البابا لدى علمه أنها كانت تمطر في أبو ظبي: "في هذه البلدان، يعتبر هذا بشائر خير".

ومنذ الساعات الاولى لصباح اليوم، اصطف مئات تحت المطر أمام كاتدرائية القديس يوسف في العاصمة الاماراتية التي يزورها أيضا البابا صباح الثلثاء، أملا في الحصول على آخر التذاكر لحضور القداس.

ووقفت الاميركية الحامل كولينز كوشيه راين (39 عاما) المقيمة في الامارات في انتظار تذكرتها. وقالت لوكالة "فرانس برس": "مجيء البابا يفتح المجال أمام محادثات حول التسامح يجب أن يسمعها كل العالم".

من جهته، أكد الايرلندي شين غالاغير ان الحماسة تغمره لحضور القداس. وقال: "انا في غاية الحماسة. لقد جاء (البابا) إلى إيرلندا قرب مقر اقامتي في آب الماضي، لكنني لم أتمكن من رؤيته، لانني كنت مضطرا الى المجيء إلى هنا".

وأضاف: "مجيئه إلى هنا، حيث أعمل وأقيم، أمر رائع، خصوصا انه بلد مسلم. سيكون اسبوعا عظيما".

في الشوارع الرئيسية في أبوظبي، وتلك المؤدية إلى مجمع الكاتدرائية، علّقت أعلام الفاتيكان والإمارات، إضافة الى أعلام اللقاء الديني الذي يحضره البابا الاثنين، بمسمى: "لقاء الاخوة والانسانية".

واحتلت زيارة البابا العناوين الرئيسية في الصفحات الاولى للصحف المحلية اليوم. وعنونت صحيفة "الخليج" بالخط العريض: "أهلا وسهلا بابا الفاتيكان".

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه على "تويتر": "زيارة البابا تحمل قيمة إنسانية عظيمة تضيف بها دولتنا صفحة جديدة في تاريخ التآخي والتسامح"، مضيفا ان الزيارة "تؤكد للعالم نهج دولتنا في التسامح والتعايش السلمي".

ووجّه المسؤول الاماراتي انتقادا إلى قطر، لسماحها باقامة الشيخ يوسف القرضاوي، المقرّب من جماعة "الاخوان المسلمين"، على أراضيها، إنما من دون أن يسميه أو يسمي الدولة الجارة، معتبرا ان بلاده تستضيف "المحبة"، بينما قطر تستضيف "الارهاب".

وكتب: "شتّان بين من يستضيف مفتي العنف والإرهاب ومن يصدر فتاوي تبرر استهداف المدنيين، ومن يستضيف بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في حوار المحبة والتواصل".

والعلاقات مقطوعة بين الامارات والسعودية والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، على خلفية اتهام الدول الاربع للدوحة بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، وهو ما تنفيه قطر.

وتقدّم الإمارات نفسها على أنّها مكان للتسامح بين الأديان المختلفة، وتسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس، كما هو الحال في الدول الخليجية الأخرى، باستثناء السعودية التي تحظر ممارسة أي ديانة غير الإسلام.

لكن الإمارات تواجه انتقادات من منظمات حقوقية لدورها في الحرب الدائرة في اليمن المجاور، حيث قتل آلاف المدنيين، وتتعرّض لاتهامات بملاحقة ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.

في 31 كانون الأول، أيّدت محكمة إماراتية حبس الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور عشر سنوات على خلفية انتقاده السلطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وصدر الحكم قبل يوم من بداية سنة جديدة أطلقت عليها الإمارات اسم "عام التسامح"، في دولة تضم حكومتها وزيرا للتسامح.

واليوم، وجّهت منظمة "هيومين رايتس ووتش" الحقوقية رسالة إلى البابا فرنسيس. وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة في بيان: "رغم تأكيداتها على التسامح، لم تُظهر حكومة الإمارات أي اهتمام حقيقي بتحسين سجلها الحقوقي".

وتابعت: "مع ذلك، فقد أظهرت مدى حساسيتها بشأن صورتها العالمية. وعلى البابا فرنسيس توظيف زيارته للضغط على قادة الإمارات للوفاء بالتزاماتهم الحقوقية في الداخل والخارج".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم