الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

في يوم خصوصيّة البيانات العالمي: القوانين صارمة والحماية لا بدّ منها

المصدر: "النهار"
هديل كرنيب
هديل كرنيب
في يوم خصوصيّة البيانات العالمي: القوانين صارمة والحماية لا بدّ منها
في يوم خصوصيّة البيانات العالمي: القوانين صارمة والحماية لا بدّ منها
A+ A-

في 28 كانون الثاني من كل عام، يحتفل العالم بيوم خصوصية البيانات العالمي، وذلك إثر اعتماد التحالف الوطني للأمن السيبراني في العام 2008 هذا اليوم للتوعية بمخاطر اختراق البيانات وانتهاك الخصوصية.

ولهذا الحدث السنوي دور كبير في إبراز أهمية خصوصية البيانات وحمايتها دوليًّا، لا سيما بعد الفضائح الكبيرة التي لاحقت الشركات التكنولوجية الكبرى، العام الماضي، في ما يخصّ انتهاك خصوصية بيانات المستخدمين واستخدامها مع أطراف ثالثة، الأمر الذي دفع بالاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار تطبيق قانون "حماية بيانات المستخدمين GDPR"، ومعاقبة جميع الشركات التي قد تنتهكه.

وبالفعل، فمع بداية تطبيق هذا القانون، والسياسات الصارمة، والغرامات الباهظة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الشركات والوكالات وحتى الأفراد، أصبحت الشركات مثل #غوغل و #فايسبوك، اللتين تمتلكان حصة كبيرة من بيانات المستخدمين، تحت رادار المراقبة، لا بل جرى تغريم شركة #غوغل مؤخرًا بـ حوالي 57 مليون دولار، من قبل هيئة تنظيمية فرنسيّة، لعدم كشف الشركة العملاقة بشكل واضح للمستخدمين عن كيفية جمع بياناتهم واستخدامها للإعلانات المستهدفة، وهذه العقوبة هي الأكبر حتى الآن التي فُرضت بموجب قانون حماية الخصوصية.

ليس هذا وحسب، فقد أعلن فايسبوك من جهته أيضًا، عن سلسلة من الإجراءات التي يعمل عليها للمحافظة على بيانات المستخدمين، إذ أعلنت الشركة عن إنشاء مركز جديد للخصوصية واستخدام البيانات، لمساعدة الشركات على فهم الطرق التي يمكنها من خلالها حماية معلومات المستخدم.

وقالت "إيرين إيجان"، كبيرة مسؤولي الخصوصية في فايسبوك، إنه خلال الأشهر المقبلة سيطلق فايسبوك ميزة جديدة وهي مسح عمليات البحث السابقة، مضيفة: "هذا عنصر تحكّم جديد يسمح للمستخدمين بمشاهدة المعلومات التي نحصل عليها حول نشاطهم على التطبيقات ومواقع الويب الأخرى، وبالتالي فصل تلك المعلومات من حساب المستخدم".

من ناحية أخرى، تسبّب هذا القانون الجديد في موجة متزايدة من قوانين البيانات عبر الولايات المتحدة والأسواق الأخرى في العالم، إذ تتطلّع الحكومات إلى تنفيذ تدابير مماثلة. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، يتمّ تعزيز هذا النظام في بعض الولايات خاصةً في كاليفورنيا وكولورادو وفرجينيا وواشنطن، كما تتحرك الأرجنتين والبرازيل والهند وأوستراليا لإدخال لوائح حماية البيانات الخاصة بها. وبينما تختلف تفاصيل هذه القانون من بلد إلى آخر، إلا أن الكثير منها سيكون مستندًا بشكل وثيق إلى قانون الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يعكس إجماعًا متنامياً حول أهمية الخصوصية كحقّ من حقوق الإنسان.

ولكن ماذا عن الأفراد؟ ألا تقع مسؤولية كبيرة عليهم أيضاً في كيفية مشاركة بياناتهم واستخدامها في العالم الرقمي؟

يمكن القول إنه، وبعدما بدأ العمل بهذا القانون في أوروبا، شرع المستخدمون حول العالم بمراعاة المزيد من الاهتمام والحرص في كيفية التعامل مع بياناتهم. ومن المرجّح أن نرى، خلال هذا العام، المزيد من المستخدمين الذين سيتحدثون عن هذه المشكلة، ويتابعون جميع القضايا التي تتعلق بأمن بياناتهم.

وكون اليوم هو يوم خصوصية البيانات العالمي، إذًا هو اليوم المثالي لتذكير الأفراد بكيفية اتخاذهم الاحتياطات اللازمة لناحية تأمين معلومات التعريف الشخصية الخاصة بهم. جميعنا يشارك كميات كبيرة من المعلومات عندما نستخدم الإنترنت والتواصل مع الأصدقاء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لذا لا بدّ من الوعي واتّباع بعض القواعد لتجنّب سرقة معلوماتنا بأقل قدر ممكن.

تمكين المصادقة وتوثيق حساباتك (MFA)

بما أن الجريمة السيبرانية، الآن، تشكّل غالبية الحوادث المتعلقة بالتزوير، لذا يُنصح بتمكين التوثيق متعدد العوامل على كافة المنصّات، لا سيما مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الخطوة من شأنها إضافة طبقة إضافية من الحماية ضدّ أي شخص يحاول الوصول إلى حساباتك الشخصية.

شاركْ بحذر

يمكن أن يدوم ما تنشره مدى الحياة، لذا فكّرْ في من سيرى مشاركاتك وصورك، وكيف سيتمّ فهمها، وما هي المعلومات التي تكشفها عنك.

إنتبهْ من التطبيقات التي تستخدمها

تحقّقْ دائمًا من الأذونات التي يطلبها التطبيق قبل تحميله على جهازك الشخصي، وامنعْ التطبيق من الحصول على أيّ إذن لا يحتاجه فعلاً، كالوصول إلى الكاميرا أو الأسماء. من المهم أيضًا حذف أي تطبيقات لا تستخدمها بعد الآن.

إنتبهْ للمعلومات الشخصية الخاصة بك

قبل إدخال أي معلومة خاصة بك فكّر في أهميتها مثل بطاقاتك المصرفية أو هويتك. كنْ حذرًا في المواقع التي تزورها، وتأكد من أنك في موقع شرعي قبل إدخال أي معلومة شخصية. كنْ حذرًا بشكل خاص من المواقع التي تطلب منك التصرّف على الفور، وقدّمْ شيئًا يبدو جيدًا بدرجة يصعب تصديقه أو طلب معلومات شخصية.

إجعلْ كلمات السرّ الخاصة بك طويلة وقوية

بالطبع، لا بدّ من التذكير دوماً باستخدام كلمات مرور طويلة مع مزيج من الأحرف الكبيرة والصغيرة والأرقام والرموز- ثمانية أحرف لمعظم الحسابات، 12 حرفًا للبريد الإلكتروني والحسابات المالية. من المهمّ جداً ألّا تستخدم كلمة المرور ذاتها لحسابات متعددة، وخاصة البريد الإلكتروني وحساباتك المالية، واحتفظ بقائمة كلمات المرور في مكان آمن، وليس على الكمبيوتر.

لا تنقرْ على روابط مشبوهة وغير مألوفة

سواء أكنت في المنزل أو في العمل، لا تنقر على الروابط من مصادر غير مألوفة أو مراسلات غير متوقعة. يمكن أن تؤدّي إحدى النقرات إلى إصابة جهازك الكمبيوتر واختراقة بالكامل.

إقرأ ايضاً: "نتفليكس" ومثيلاتها بالأرقام... حقبة ما بعد التلفزيون


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم