بوتين استراتيجي مَرِن يتكيَّف مع "التكتيك"!

الموضوع الذي تُركِّز عليه إدارة الرئيس دونالد ترامب في الداخل الأميركي هو بناء الجدار على الحدود مع المكسيك رغم استمرارها في مُتابعة تحرّكات المُحقِّق الخاص مولر وذلك من أجل الاستعداد لمواجهته في حال تضمَّن تقريره المُرتقب أموراً تؤذيها وتؤذيه، وإن أدَّت إلى فوضى سياسيّة وشعبيّة داخل بلاده. أمّا خارج أميركا فإن اهتمامات الإدارة نفسها متنوّعة إذ تشمل كوريا الشماليّة ونوويّتها والصين العاملة بجدٍّ ونشاط لاحتلال المكانة الدوليّة نفسها التي تحتلها أميركا اقتصاديّاً وسياسيّاً وعسكريّاً وتكنولوجيّاً، والطاقة على تنوّعها وحماية إسرائيل قاعدتها المُتقدّمة في الشرق الأوسط، والقضاء على "داعش" والتنظيمات الإرهابيّة الإسلاميّة المُتشدّدة الأخرى. لكن التركيز الأكبر اليوم في هذا المجال هو على الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة التي تُشكِّل في نظر ترامب وإدارته خطراً على العالم العربي والإسلامي وعلى حليفتها إسرائيل التي تقع ضمنه، كما على العالم برُمَّته. ولهذا السبب دعت إلى عقد مؤتمر ترعاه هي في 23 شباط المقبل في بولندا الهدف منه البحث في سبل مواجهة إيران ومشروعها التوسُّعي في المنطقة و"نوويّتها" وعملها الدؤوب لإنشاء ترسانة صاروخيّة باليستيّة متنوّعة. طبعاً تُحاول أميركا القول أنّ المؤتمر "ليس مكاناً لتشويه إيران أو مهاجمتها". لكن ذلك لا يخفي حقيقة أنَّها تُشكِّل...