إسرائيل اختبرت نظاماً صاروخيّاً في ذروة التوتُّر

أعلنت وزارتا الدفاع الاسرائيلية والأميركية أمس، انهما أجرتا تجربة ناجحة على منظومة "حتس- 3" لاعتراض الصواريخ الباليستية، المنصوبة في القواعد الجوية الاسرائيلية.

وحصل الاختبار غداة تبادل إطلاق النار بين إسرائيل والقوات الإيرانية العاملة في سوريا، ومقتل 21 شخصاً جراء استهداف اسرائيل مواقع عسكرية إيرانية وسورية قرب دمشق.

ونشرت منظومة "حتس- 3" (السهم) في قواعد سلاح الجو في أنحاء إسرائيل قبل سنتين، لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى فوق الغلاف الجوي والتي طورتها بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الاسرائيلية، أنه بعد اطلاق الصاروخ الهدف اكتشفته رادارات النظام وأطلق صاروخ حتس-3 الذي تمكن من اعتراضه في الوقت المناسب وأنجز مهمته بنجاح".

وقال "إن هذه التجربة تندرج في اطار مشروع تطوير الجيل الجديد لهذه المنظومة" و"نجاحها يشكل نقلة مهمة على صعيد القدرات العملانية لدولة إسرائيل في منظومة الدفاع عن نفسها ضد أي تهديدات خارجية وإقليمية محتملة فورية أو مستقبلية". وأشار الى ان منظومة صواريخ "حتس" تعد "عاملاً مركزياً في الدفاعات الإسرائيلية المتعددة وتشكل أعلى مستوى فيها".

وتهدف منظومة "حتس- 3" إلى مواجهة تهديد الصواريخ البعيدة المدى على ارتفاعات عالية. أما أنظمة اعتراض الصواريخ الواردة على ارتفاعات منخفضة فهي إما منتشرة بالفعل وإما قريبة من أن تصير عاملة.

وأمس، زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مصنع "ملام" التابع للصناعات الجوية الإسرائيلية التي تطور وتنتج صواريخ "حتس" عقب اختبار الصاروخ، كما أفاد مكتبه.

ورحب نتنياهو بالاختبار الناجح للصاروخ قائلاً: "إسرائيل تمتلك قدرات دفاعية وهجومية قوية جداً تعتبر من الأكثر تقدماً في العالم. فليعلم أعداؤنا الذين يبتغون تدميرنا أن قبضة إسرائيل الضاربة ستصل إلى كل من يضمر لنا السوء وأننا سنحاسبهم". وأضاف: "سنواصل تطوير منظومات الأسلحة الأكثر تقدماً وتطوراً في العالم بنجاح بغية ضمان أمن المواطنين الإسرائيليين وأمن دولة إسرائيل".

وفي كانون الأول الماضي، أكدت إيران إجراء اختبار لصاروخ باليستي مهم أخيراً، مشيرة الى انها " تجري ما بين 40 و50 تجربة في السنة".

ونددت الدول الغربية بايران، واعتبرت الولايات المتحدة ان الصواريخ الباليستية الايرانية قادرة على حمل رؤوس حربية نووية وأنها بذلك تنتهك الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في أيار الماضي. وتقول طهران إن برنامجها الصاروخي "غير قابل للتفاوض".

وتمول الولايات المتحدة جزئياً نظام "حتس" الذي صممته وتنفذه شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بالتعاون مع مجموعة "بوينغ" الأميركية.

وانطلق مشروع "حتس" عام 1988 في اطار البرنامج الاميركي للصواريخ الاعتراضية المعروف بـ"حرب النجوم" (ستار وورز).

وتستهدف اسرائيل في سوريا مواقع سورية وشحنات أسلحة تقول إنها موجهة الى "حزب الله"، الى مواقع إيرانية. وتؤكد إسرائيل ان الهدف هو منع ايران من ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

21 قتيلاً في الغارات

واستناداً الى حصيلة أوردها "المرصد السوري لحقوق الانسان"، فإن عدد قتلى القصف الاسرائيلي الذي استهدف ليل الاحد - الاثنين مواقع عسكرية إيرانية وسورية قرب دمشق وجنوبها، قد ارتفع إلى 21 قتيلاً، معظمهم من "الإيرانيين".

وأوضح أن الغارات الاسرائيلية استهدفت مخازن للصواريخ وللذخائر تابعة للقوات الايرانية وحلفائها قرب دمشق، إلى مراكز الدفاع الجوي السوري على مشارف العاصمة وفي الجنوب. وأشار الى إن عدد القتلى ارتفع بعد التحقق من هويات الضحايا. وأوضح أن "هناك 15 من المقاتلين الأجانب قتلوا بينهم 12 من القوات الايرانية"، من غير أن يتمكن من تحديد جنسية الضحايا الثلاث الأخرى، مشيراً إلى "مقتل ستة عناصر من قوات النظام السوري".