الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

البرد القارس يهدد حياة النازحين السوريين في عرسال

المصدر: بعلبك ـ "النهار"
البرد القارس يهدد حياة النازحين السوريين في عرسال
البرد القارس يهدد حياة النازحين السوريين في عرسال
A+ A-

عشرات آلاف اللاجئين السوريين في بلدة عرسال في البقاع الشمالي، وجدوا أنفسهم أمام ظروف مأسوية صعبة منذ بدء الأحداث السورية، واليوم يواجهون البرد القارس داخل خيم تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط المواجهة للعوامل المناخية القاسية.

وقد استغل هؤلاء شمس أمس " الاثنين" لإزالة الثلوج عن خيمهم وإعادة فتح محالّهم المتواضعة التي كانوا افتتحوها داخل البلدة ليعتاشوا منها كما اعتادوا. غير أنهم وجدوا في يومهم هذا ما لم يكن في الحسبان، فواجهوا يوماً غاضباً من قبل مجموعة من الشبان وفوجئوا بتظاهرات احتجاجية رافضة وجودهم، بتهمة قطع أرزاق أهل البلدة، ليتطور الاحتجاج إلى غضب عمّ البلدة. فقام المحتجون بأعمال شغب طالت معظم أرزاق اللاجئين السوريين القاطنين في البلدة، بتحطيم عشرات المحال التجارية والسيارات العائدة لهم بواسطة العصي والحجارة، ما أثار حالاً من البلبلة والخوف لدى هؤلاء.

ابن البلدة النائب بكر الحجيري رأى أن ما شهدته البلدة من مظاهر شغب احتجاجية ضد السوريين هو أمر محضَّر مسبقاً. وهي حركة كبيرة على البلدة شكلاً ومضموناً. وماحصل من نزول ملثّمين على الأرض وقيامهم بأعمال شغب ورمي الحجاره والتكسير بالعصي وتحطيم أرزاق الضيوف السوريين، كادت تؤدي إلى فتنة بين أهالي البلدة. " والهدف الأساسي من هذا التحرك والمستهدف الأساسي هو العرسالي وليس السوري. فلا أحد يمكن أن يتخلى عن رزق يطعم منه أبناءه".

وأكد الحجيري تواصله مع الأجهزه الأمنية التي حضرت، وكان هناك متابعة لما جرى، وأوقف عدد منهم. وطالب بمتابعه ماجرى. فهذا التحرك هو منظّم من جهة تخطط لحرق عرسال وإعادتها إلى سبع سنوات خلت، أي منذ الأحداث التي شهدتها البلدة.

واستنكر ما جرى "وهو غريب عن بلدتنا. والنازح السوري هو ضيفنا، ويفترض عودته سالماً، ونحن قد طرحنا على مسؤوليتنا عودة كافة النازحين على قائد الجيش شرط تأمين ثلاث بلدات سورية هي القصير وقارة وفليطة، كمرحلة أولى. وهي تكفي لعودتهم جميعاً".

وأضاف: "وإذا كان هناك من يقول لا نستطيع تأمين القصير فهي مسؤوليتهم. هناك بعض الناس الموتورة تحاول تأجيج التباعد بين أهالي البلدة والسوريين من خلال القول إنه يجري توزيع مواد غذائية من حصص أهالي عرسال للسوريين. هذا السوري واجه معاناة كبيرة، ويأمل بالعودة إلى بلده، حتى إلى شمال سوريا، ولكن الأخبار التي يتناقلها بعض الذين عادوا، والصعاب التي تواجههم هناك، تجعلهم غير مرتاحين وحذرين من العودة".

وشدد على أن "أمور السوري اليوم في لبنان مرتبطة بطاقة الأمم المتحدة، وبمجموعة قضايا تؤمن له الحد الأدنى للعيش داخل خيمه، وأي عملية ترحيل يجب أن تكون برعاية جهة ما. وعملية الترحيل تجري ببطء إلى أن يتم التوصل إلى حل. ومشكور الأمن العام على دوره."

النازح السوري والناشط محمد حمود رأى أن" ما حصل في بلدة عرسال كان ضحيته اللاجئ السوري، وذلك نتيجة الأوضاع الاقتصادية المزرية التي يعاني منها الشعبان اللبناني والسوري داخل البلدة، وجرّاء بعض المساعدات التي وصلت خلال اليومين الأخيرين للاّجئ السوري كان هناك ردّ فعل عند بعض الشباب المراهقين من داخل البلدة.

وتابع: "هذا لا يعبّر عن موقف أهالي عرسال الذين استضافونا طوال السنوات السبع، فعرسال هي الحاضنة الأكبر والحاملة لأوجاع النازح السوري، وكانوا ولا يزالون يعاملوننا المعاملة الحسنة، وقد أفرغوا منازلهم لاحتضاننا فيها، ولا نرى فيهم سوى الطيبة، وقد تحمّلوا ضغوطات كبيرة واجهتها بلدتهم الحاضنة. وتلقينا اتصالات مستنكرة للحادثة التي تعرّض لها بعض النازحين، من قبل الأهالي أنفسهم".

وقال: "الأسباب التي نتفهّمها لردّ فعل هؤلاء هي الأزمة الاقتصادية التي يعانيها أهل البلدة وليس سببها اللاجئ السوري".

وأكد أن" التآخي والمحبة التي تجمعنا مع أهالي البلدة أكبر مما يجري، ونشكر القوى الأمنية والبلدية لما لهما من دور في ضبط الأمن وتدارك الموضوع، بالإضافة الى مواقفهما المشرّفة والإيجابية تجاه اللاجئ السوري".



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم