اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"ثابت/ متحرك" معرضاً للصوَر والمحفوظات في متحف الوثائق الوطنية الباريسي
من المعارض المميزة التي افتتحت في باريس بعد موسم الأعياد، معرض بعنوان "ثابت/ متحرك" في "متحف الوثائق الوطنية" Archives Nationales في حي الماري التاريخي، يركز من خلال مجموعة كبيرة من الصور وأشرطة الفيديو والوثائق على التحولات الكبيرة التي عرفها العالم في الأزمنة الحديثة وبالتحديد بعد الحرب العالمية الثانية بسبب ثورة الاتصالات والمواصلات.
قد بات للتنقل من منطقة الى أخرى ومن بلد الى آخر معان جديدة بدلت من علاقة البشر مع الأمكنة والوقت والمسافات. فاختراع القطار والطائرة والسيارة كان له انعكاسات جوهرية وإيجابية على حركة البشر وحريتهم الفردية من جهة وعلى المبادلات الاقتصادية من جهة أخرى. أما الانعكاسات السلبية فتجسدت بالأخص في تلوث البيئة على صعيد كوني بسبب انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون وتدمير الغابات والبحار والمحيطات.
أشرف على تنظيم المعرض "منتدى حيوات متحركة" Forum Vies Mobiles وهو منتدى جديد يضم علماء اجتماع وعاملين في شركات المواصلات والاتصالات وفنانين في مجال الصورة الفوتوغرافية والفيديو والسينما والابداعات الرقمية. ويعتبر مؤسسو المنتدى أن للفن اليوم دورا أساسيا في دراسة المجتمعات من أجل لفت الرأي العام الى القضايا الإنسانية الكبرى والأخطار التي تتهدد البشرية وصحة الأفراد النفسية والجسدية.
نتعرف في المعرض إلى نتاج فنانين من جنسيات مختلفة رصدوا بعدساتهم حركة السيارات في المدن الكبرى ليلا ونهارا. فالسيارة هي رمز الحركة ولها أبعاد تقنية واجتماعية وسياسية وبيئية وجمالية لطالما انبهر بها المصورون الفوتوغرافيون منذ مطلع القرن العشرين. صور ملونة، وصور بالأبيض والأسود، تنقلنا الى حقبات وأمكنة مختلفة وهي ترصد التقدم التقني وتحولات المدن عبر الأزمنة. فالصين مثلا عرفت تطورات هائلة في الخمسين سنة الأخيرة، وخلال فترة زمنية قصيرة حلت السيارات والقطارات محل الدراجات والعربات. وتعتبر المدن الصينية والهندية، ومنها مومباي، من أكثر المدن تلوثا في العالم اليوم وهي تهدد بكوارث إنسانية محليا وعالميا.
تحضر في المعرض أعمال للفنان الصيني إي ويوي الذي بات يتمتع بشهرة عالمية بسبب مواقفه المعارضة للنظام التوتاليتاري في بلاده. كما تحضر أعمال لفنانات مميزات كجيرالدين لي وكاترين بونسين وكلير شيفرييه، وهنّ يروين مشاهداتهن عبر القارات بعيون حساسة وناقدة. الفن، هنا، يشهد على عصره ويلتفت نحو المستقبل.
