الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ماكرون يوجّه "رسالة إلى الفرنسيّين": دعوة إلى مناقشة وطنيّة كبيرة

المصدر: "أ ف ب"
ماكرون يوجّه "رسالة إلى الفرنسيّين": دعوة إلى مناقشة وطنيّة كبيرة
ماكرون يوجّه "رسالة إلى الفرنسيّين": دعوة إلى مناقشة وطنيّة كبيرة
A+ A-

في مواجهة الأزمة المتصاعدة لـ"#السترات_الصفر"، دعا الرئيس الفرنسي #إيمانويل_ماكرون الفرنسيين إلى المشاركة في مناقشة وطنية كبيرة تهدف إلى تبديد غضب المحتجين، لكنه لا يزال يصطدم بالتشكيك.

بعد نحو شهرين على التظاهرات وقطع الطرق احتجاجا على سياسته المالية والضريبية، رسم الرئيس الخطوط العريضة لهذه المشاورات غير المسبوقة في "رسالة إلى الفرنسيين" بثتها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي اليوم.

وطرحت الرسالة أربعة محاور كبرى، هي القدرة الشرائية، الضرائب، الديموقراطية، والبيئة. وهي تعكس العناوين الرئيسية للمواضيع التي يطرحها في غالب الأحيان آلاف الفرنسيين من الطبقات الشعبية والوسطى، والذين يتمردون منذ 17 تشرين الثاني على سياسة يعتبرونها غير عادلة.

ويقترح الرئيس تنظيم المناقشة حول 30 مسألة، وهو في الوقت نفسه يرسم خطوطا حمراء، مثل إلغاء الضريبة على الثروة. غير أنه يفتح الباب أمام إصلاحات هامة، مثل "استفتاء المبادرة المواطنيّة". لكنه من غير الوارد المساس في أي شكل من الاشكال بحق الإجهاض وعقوبة الإعدام وزواج المثليين.

ونبه في الرسالة الى أن المناقشة "ليست انتخابات، ولا استفتاء".

وسيكلف وزيران هما وزيرة الانتقال البيئي إيمانويل واغون، ووزير السلطات المحلية سيباستيان لوكورنو، الإشراف على هذه المناقشة التي يتولى أعضاء المجالس المحلية تنظيمها.

وسيختبر ماكرون هذه الصيغة منذ الثلثاء من خلال زيارته بلدة "غران بورترود" (غرب فرنسا) إلى جانب 600 رئيس بلدية ومسؤول منتخب في النورماندي. ثم سيجول على مناطق كثيرة على مدى شهرين لحضّ الفرنسيين على اغتنام الفرصة للتحاور، على أن يرفع تقريرا عن نتائج المناقشة في مهلة شهر بعد انتهائها.

وقال المتحدث باسم الحكومة بنجامين غريفو إن "الفكرة تقضي بالذهاب إلى كل مكان، إلى كل مساحة من الأراضي ومن الجمهورية، وعدم نسيان أحد".

وتستمر المناقشة حتى منتصف آذار، وبعدها تدرس نتائجها وتصدر قرارات قبل نهاية نيسان.

وهي المحاولة الثانية التي يقوم بها ماكرون لإخماد غضب المحتجين الذين أبقوا على تعبئتهم، رغم إعلان خطة بقيمة عشرة مليارات أورو لدعم القدرة الشرائية للأكثر فقرا.

ولفت خبراء سياسيون وكاتبو الافتتاحيات اليوم إلى أن المناقشة تنطوي على مجازفة كبرى بالنسبة الى الرئيس.

وكتب بول كينيو في صحيفة "ليبيراسيون" اليسارية: "ببادرته هذه تجاه الفرنسيين، فإن رئيس الدولة هو في الواقع مرشح... لإنقاذ السنوات الثلاث المتبقية له في الإليزيه". واضاف: "هذه المناورة شديدة الخطورة، لا سيما أن مزاج البلاد يبقى مشاكسا للغاية".

وطعن المتظاهرون بالمناقشة قبل بدئها. فأنكر العديد من "السترات الصفر" أي شرعية لها، مؤكدين أن المناقشة الحقيقية تجري اليوم "في الشارع". كذلك، أثبتوا السبت تصميمهم على النزول إلى الشارع بأعداد متزايدة بلغت 84 ألف متظاهر في فرنسا، مقابل 50 ألفا الاسبوع الماضي، وفقا لارقام وزارة الداخلية.

ومن جانب الأحزاب السياسية، فإن "التجمع الوطني" اليميني المتطرف يصف المناقشة الكبيرة بأنها "خاوية"، في حين يعتبر حزب "فرنسا المتمردة" اليساري المتطرف أنها مجرد "تمويه".

في المقابل، حذّر رئيس حزب "الجمهوريّين" اليميني المعارض لوران فوكييه من "مناورة فظة". لكنّ متحدّثة باسم الحزب اليميني المعارض لورانس ساييه أكدت أن حزبها سيقدم "مساهمته" من أجل "المشاركة في إخراج فرنسا من الفوضى".

كذلك أمل الأمين العام للحزب الاشتراكي أوليفييه فوريه أن يتمكن حزبه من "إسماع صوته"، وهو ما أعرب عنه أيضا رئيس البيئيين يانيك جادو، محذرا من أنه "إذا تلاعب ماكرون على الفرنسيين، فهناك مخاطر بانهيار الديموقراطية أكثر".

واثنت جمعية رؤساء بلديان الريف الفرنسي على رسالة ماكرون، معتبرة أنها "منصبة إطلاق" للمناقشة الكبيرة "تطرح التشخيص في شكل صائب". غير أنها أبدت خشيتها من أن تقتصر نتائج المناقشة على "ترتيبات" بحتة.

وأظهرت استطلاعات للرأي جرت اخيرا أن 32% إلى 41% من الفرنسيين المستجوبين ينوون "المشاركة في شكل ما" في المناقشة. غير أن 29% فقط يعتقدون أنه سيفضي إلى "تدابير مفيدة".

أما نسبة الفرنسيين المؤيدين لـ"السترات الصفر"، فسجلت تراجعا رغم أنها لا تزال يعكس الغالبية.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم