ترامب يقدّم هدايا الأعياد لروسيا وايران ونظام الاسد

قرار الرئيس الاميركي دونالد #ترامب سحب القوات الاميركية من سوريا لم يكن مفاجئا كليا، فهو لمح إلى ذلك علناً وفي أكثر من مناسبة. ولكن اسلوب وظروف الإعلان الاحادي الجانب والذي لم يأت عقب مشاورات مع المسؤولين المعنيين في شؤون الامن القومي أو مع الحلفاء، وكون ترامب اعلنه في تغريدة عقب مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي طيب رجب اردوغان، كلها عوامل تضافرت لتجعل الاعلان فظاً وغير تقليدي ومفاجئاً بعض الشيء. وأكتسب إعلان الانسحاب من سوريا أهمية خاصة لأنه كان السبب المباشر –وقطعاً ليس الوحيد- الذي دفع بوزير الدفاع جيمس ماتيس الى الاستقالة من منصبه في خطوة غير مسبوقة، وفي رسالة تاريخية بالفعل سوف تدّرس، أو يجب ان تدّرس في تاريخ الرؤساء الاميركيين، لأن الرسالة التي لم تتعد الصفحة ونصف الصفحة تحولت فوراً إلى وثيقة سياسية-أمنية عكست تعقيدات الفترة الحرجة التي تمر بها الولايات المتحدة حالياً بصفتها الدولة العظمى الوحيدة في العالم التي تتعرض مكانتها الى مختلف التحديات. معنى استقالة ماتيساستقالة ماتيس جاءت دحضاً سياسياً وفكرياً لمفاهيم ترامب السطحية والانعزالية لدور اميركا في العالم، كما تضمنت تأنيباً لاستخفاف ترامب بحلفاء اميركا التقليديين الذي كان التحالف معهم مفتاحاُ لبروزها كقوة عظمى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وذّكر ماتيس رئيسه بأن اعضاء حلف الناتو شاركوا فوراً في الحرب الاميركية ضد "طالبان" في أفغانستان عقب هجمات أيلول الإرهابية في 2001، كما لعب الحلفاء دوراً محورياً في الحملة الجوية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في سوريا والعراق منذ 2014. وذّكر #ماتيس الرئيس ترامب ان الولايات المتحدة لا يمكنها إلا أن تكون دولة قائدة تدافع عن الدول الديموقراطية في عالم تحاول فيه دول مثل روسيا والصين...