الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"ما تتغدّي انطريني لجيب السمك"... آخر ما قاله عصمت لجدته قبل أن يغطس في المياه ويفارق الحياة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
"ما تتغدّي انطريني لجيب السمك"... آخر ما قاله عصمت لجدته قبل أن يغطس في المياه ويفارق الحياة
"ما تتغدّي انطريني لجيب السمك"... آخر ما قاله عصمت لجدته قبل أن يغطس في المياه ويفارق الحياة
A+ A-

"ما تتغدي انطريني لجيب السمك وناكل سوا"... آخر ما قاله عصمت عمر لجدته، قبل ان يتوجه الى البحر لممارسة هواية الصيد. مرّ الوقت وعائلته تنتظر مجيئه، الى ان جاء الخبر الاليم بفقدانه في المياه تحت جنح الظلام. ساعات طويلة مرّت قبل ان تنتشل جثته دورية من الانقاذ البحري في الدفاع المدني، وينقله الصليب الاحمر اللبناني الى المستشفى، في حين حضرت القوى الامنية الى المكان وضربت طوقاً امنياً، لتعلن نهاية شاب مرّ في الحياة لثلاثة وعشرين عاماً.

الغطسة الأخيرة

"عند الساعة الحادية عشرة من ليل السبت الماضي كان عصمت (الاصل من السويسة عكار سكان التبانة) مع مجموعة من اصدقائه يقومون بالغطس قبالة شاطئ حنوش، انتهوا من ممارسة هوايتهم وقرروا التوجه الى الشاطئ، لكن عصمت اطلعهم انه يريد ان يغطس لمرة واحدة اضافية، قائلاً" آخر غطسة"، لكي يضيئوا له المياه، مع العلم انه لا يضع قارورة اوكسجين بل يتكّل على نفَسِه، ليختفي أثره. انتظر اصدقاؤه خروجه من المياه من دون اي بصيص امل، عندها سارعوا الى الاتصال بفرق الانقاذ التي حضرت وعملت جهدها للعثور عليه، وقد انهت مهمتها عند الساعة الثانية عشرة من ظهر امس"، بحسب ما قال ابن عمه محمود لـ"النهار".

خسارة كبيرة

"على عمق 15 متراً عثر الدفاع المدني على عصمت، تقرير الطبيب الشرعي اشار الى انها حادثة غرق، كذلك مخفر البترون الذي فتح تحقيقاً بالقضية، في حين حلّل خبراء الغطس الذين نعرفهم الحادثة بغطس عصمت على عمق اكثر مما يتحمله جسده، الامر الذي أدى الى انفجار في طبلة أذنيه واصابته بالدوار وبالتالي غرقه"، قال محمود مضيفاً: "الامر المؤكد الوحيد اننا خسرنا واحداً من خيرة الشباب، فهو من حفظة القرآن، مواظب على الصلاة، خلوق وانساني الى ابعد الحدود". وأشار إلى انه "كان يدرس محاسبة ويتدرب في ذات الوقت في مكتب على مهنة المستقبل، لكن لم يتسنّ له ان يتخرج ويفرح بعثوره على وظيفه".

مرارة الفقدان

في الامس شُيّع عصمت الى مثواه الأخير، بالدموع رافقه محبوه في رحلته الاخيرة قبل ان يلتحف التراب. اصدقاؤه نعوه على صفحاتهم في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، كذلك مسجد "ام المؤمنين خديجة" الذي كتب: "الشاب عصمت عمر في ذمة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، فقدنا اليوم شابا من خيرة الشباب وأنشطهم في مسجد خديجة، ستفتقدك صلاة الفجر، وستفتقدك حلقات القرآن والدروس في مسجد خديجة، لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، عزاؤنا فيك أنك من الشهداء إن شاء الله تعالى".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم