الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

خروج عن الدستور أم عن الوطن ؟

الدكتور داود الصايغ
Bookmark
A+ A-
يوم انتخب السياسي الفرنسي إدغار فور رئيساً لمجلس النواب الفرنسي عام 1973 كان أول ما خطر بباله أن يقوله عندما جلس على المقعد الرئاسي العالي هو: "ما أجمل هذا المنظر لفرنسا!".كانت فرنسا ممتدة أمامه كسهول الزمان، يطوف بنظره عليها وعلى ممثليها من أبناء المناطق الفرنسية، القادمين من عمق الأرض وعمق التاريخ، من تعاليم أجيال النور والتراث الحضاري. مجموعة نواب أطلقوا على برلمانهم إسم "الجمعية الوطنية" بدلاً من مجلس النواب، لأنه ليس هنالك أسمى من الوطن ما يجمع ومن يجمع.ولم نكن نحن في لبنان دون تلك النظرة، عندما رأى المؤسسون أن مجلس النواب عندنا يتجاوز في مهماته صلاحيات التشريع ومراقبة العمل الحكومي، ليؤلف نوابه معاً هيئة وطنية دائمة للحوار، كان الرئيس شارل حلو يصفها بأنها إلتقاء ممثلي الأسر الروحية في لبنان. يجتمعون ليناقشوا ويتحاوروا، حيث الكلام هو السيد، كما قال فؤاد شهاب في خطاب قسمه في أيلول 1958.فلبنان لم يكن يوماً بلد الغضب والإكراه والكره. أنه لم ينشأ بالدماء، ولم تكن الحروب مصدر ولادته. لم ينشأ بالتهديد والأيدي المرفوعة بالوعيد. كان هنالك كلام أُرسيت عليه الدعائم، فيما قادته الأقدار حتى زمن الكيان.يومذاك تكلمت الأفواه من فضلات القلوب. لأنه لولا تلك القلوب، ولولا تلك الكلمات، هل كان حُفر في الضمائر ذلك النص غير المرئي الذي اسمه الميثاق الوطني....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم