عن الوضع الإقليمي الدولي تفيد معلومات الجهات المُطّلعة نفسها أن أميركا ترامب اقترحت على روسيا بوتين بقاءها في سوريا سياسيّاً وعسكريّاً وقواعد بحريّة وجويّة وإشرافاً على الجيش السوري، لكنّها اشترطت عليها أن تخرج إيران من سوريا سياسيّاً وعسكريّاً، وبذلك تحفظ مصالحها الحيويّة والاستراتيجيّة في الأخيرة فضلاً عن الدور الواسع المُستعاد. إذ أنّها لم تتدخّل عسكريّاً في سوريا لإنقاذ الأسد ونظامه من الانهيار عام 2015 بل لأن لها مصالح معيّنة تريد إحياءها والمحافظة عليها. فضلاً عن أنّ النظام في طهران لم يستنجد بها في سوريا بعدما عجز "حزب الله" حليفه بل إبنه على الاستمرار في إبقائه رغم سنتين من القتال المر والتضحيات الجسيمة، إلّا أن مصلحتها الاستراتيجيّة كانت الدافع إلى الاستنجاد. وقد أثمر علاقة عمل جيّدة لم تصل حتّى الآن إلى درجة التحالف، وقد لا تصل يوماً إليها لأسباب متنوّعة معروفة. وبقاء القوّات الإيرانيّة في سوريا يعني أوّلاً إتاحة الفرصة للأسد لاستخدام طهران وموسكو من أجل استعادة بعض من قرار بلده الذي استولت عليه الأولى في البداية ثم شلّحتها قسم مُهمّ منه الثانية في وقت لاحق. وفي أجواء كهذه لا يمكن التكهّن بتطوّر الأمور. وبقاؤها في سوريا يعني ثانياً استمرار ما تعتبره إسرائيل تهديداً استراتيجيّاً لهما، وهذا ما لا ترضاه روسيا صاحبة العلاقة الجيّدة جدّاً مع إسرائيل والتي تصل أحياناً...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول