السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

يبتسم دائماً... محمود يحارب السرطان بعزيمة لا يمتلكها الكبار

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
يبتسم دائماً... محمود يحارب السرطان بعزيمة لا يمتلكها الكبار
يبتسم دائماً... محمود يحارب السرطان بعزيمة لا يمتلكها الكبار
A+ A-

جسده الصغير يتحمل ما لا يستطيع الكبار تحمّله. رغم آلامه الكبيرة بسبب إصابته بسرطان العظم، ينظر إلى الحياة بابتسامة عريضة وببراءة الأطفال المعهودة. يشاهد أقرانه الذين يجرون ويتحركون، فيتمنى أن يكون مثلهم، لكنه سرعان ما يرضى بقدره، لا سيما أنه أجرى 32 عملية في قدمه، وهو لم يتعدَّ العاشرة من عمره، كان آخرها عملية استئصال مفصل الحوض وتركيب جهاز تثبيت خارجي في قدمه. إنه الطفل محمود سامح بالصف الثالث الابتدائي الذي التقته "النهار" ووالدته ووالده للتعرّف إلى قصته ورحلة علاجه من #السرطان.

تقول فتحة سعيد والدة محمود لـ"النهار": "كان طفلاً طبيعياً، يمارس كرة القدم والجمباز والسباحة، وكان يطلق عليه "الفراشة"، لأن جسمه كان مرناً ومتفوقاً في كل هذه الرياضات، لكنه أصيب بسرطان العظم عندما أتم الرابعة من عمره، وهو أشرس أنواع السرطان. في إحدى المرات وجدت ورماً فوق ركبته اليسري، فأكد الأطباء أنه ورم حميد، وبعد أشعة الرنين المغناطيسي اكتشفنا أنه ورم خبيث، ومنذ ذلك الحين دخل مستشفى 57957 لعلاج سرطان الأطفال بالمجان، ليبدأ محمود الرحلة، فجرى استئصال الورم، وأجرى نحو 32 عملية في قدمه بسبب توقف النمو بها، كانت آخرها استئصال مفصل الحوض وتركيب جهاز يعمل كمثبت خارجي للقدم. منذ تلك الجراحة، وهو لا يتحرك، كما سيجري الشهر المقبل عملية ترقيع شريان في القدم اليسرى من خلال شريان في القدم اليمنى وإن لم تنجح، فستُبتر قدمه. أتمنى أن يسير بعكاز، على ألا يحدث له بتر".

ويقول محمود لـ"النهار" باللهجة العامية: "بعرف إنو عندي كانسر، لذلك لا أستطيع أن أخرج أو أتحرك أو ألعب مع أصدقائي. ولكني تعلمت حاجات كثيرة حلوة كعمل سبح وغوايش وحظاظات بالخرز علمتها لي متطوعة في مستشفي 57957 اسمها عندليب وأهادي بها أصحابي في المستشفى، وأتبرع بها للأطفال كما أعشق الطباعة على التيشيرتات، ونفسي أصبح ممثلاً مشهوراً عندما أكبر وأعشق أدوار الأكشن".

ثم تقول والدة محمود: "يدرس الآن في الصف الثالث الابتدائي، وهو متفوق دراسياً طوال السنوات الماضية، ولكن لظروف مرضه وآخر عملية، فهو لا يذهب إلى المدرسة، لأنه لا يتحرك إلا بإسعاف، وأحياناً يصاب باكتئاب بسبب عدم قدرته على الحركة، لا سيما أن له شقيقاً توأماً اسمه محمد، فعندما ينظر إليه، يشعر بالضيق لأنه لا يمشي مثله، لكنه سرعان ما يرضى بقدره، لا سيما وأن محمود موهوب في التمثيل، حيث ظهر في إعلانات مع الفنانة سميرة سعيد وأبلة فاهيتا لمستشفي 57357، كما أنه كان من المقرر أن يشارك في الجزء الثالث من مسلسل (الأب الروحي)، لكن ظروفه الصحية حالت دون ذلك، لكن المنتج محمد محمود عبد العزيز وتامر حمزة كانا يرسلان له سيارة خاصة ليقضي اليوم في مشاهدة التصوير، كما يهوى تربية الكلاب وكان يمارس السباحة لوقت قريب حتى يقوّى عظمه، ولكن بعد العملية الأخيرة توقّف عنها".

"والده سامح عثمان يسعى معي لجعله يتأقلم مع الظروف، ومع ذلك فهو يتمتع بقوة نفسية كبيرة لا توجد لدى الكبار، كما أنه يتعامل مع السرطان كأنه مرض موقت سيشفى منه. دائماً يبتسم ويضحك، وهذا ما يجعلنا أنا ووالده نتماسك أكثر أمام ضحكته البريئة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم