الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لا تغفر لهم لأنهم يدرون ما يفعلون ولا يأبهون

بطرس حرب
Bookmark
A+ A-
من الشائع أن الزمن يساعد على تجاوز الأحزان وعلى تصغير المصائب التي تصيب الناس، إلا أنني، في ذكرى استشهادك الثالثة عشرة، يزداد ألمي لأنني، مع الكثير من محبيك وقادريك، مشينا وراء نعشك بفخر وأباء، لأننا كنا نشيّع أخاً ورفيق نضال وبطلاً بذل حياته من أجل لبنان الحلم الذي آمنّا به وناضلنا من أجله.ولأننا كنا مؤمنين بوطن خالد وبأصالة شعب قدّم الكثير من أجل استعادة كرامته وحقوقه الوطنية، رفضنا أن نبكيك، وودّعناك بالتصفيق وليس بالنحيب، مرددين قَسَمك الشهير بأن "نبقى موحدين، مسلمين ومسيحيين، من أجل لبنان العظيم، إلى أبد الآبدين، دفاعاً عن لبنان العظيم".وتابعنا النضال على رغم الاغتيالات التي استمرت، فلحقك آخرون أعزاء إلى دار الخلود، ونجا قلّة منا بعناية إلهية. لم نوقف المسيرة، لم نتردد، لم نساوم، لم نتراجع، لم يخفنا تهديد ولم يردعنا تهويل، تابعنا النضال لأننا مؤمنون بحق اللبنانيين في الكرامة والحرية والحياة، لأننا مؤمنون بلبنان.لقد استشهدت بعدما عشنا معاً عرس تحرير الجنوب من إحتلال العدو الإسرائيلي، وبعدما تكللت جهودنا بفرحة خروج الجيش السوري من لبنان وانتهاء عهد الوصاية المذلّ، ولقد حلمنا باستعادة لبنان لأبنائه، وبتحرير اللبنانيين من رواسب الحقبة السوداء التي مروا فيها، والتي زرعت في نفوسهم الحقد والتباعد والتبعية والاستقواء بالغريب على إخوانهم في الوطنية، كما حلمنا ببناء دولة الحق والعدالة والحريات.إلا أنه من المؤسف، بعد مرور ثلاث عشرة سنة على استشهادك، أن نرى اللبنانيين ينوؤن بأحمالهم وأوجاعهم، ينتظرون أن يتحقق حلمنا، وحلمهم، بولادة لبنان السيادة والحرية والاستقلال، دولة الحق والمؤسسات والكرامة والازدهار، لبنان التسامح والحياة الآمنة.نعم، لقد تحررت الأرض من دنس العدو، واسترد اللبنانيون حقهم في تقرير مصيرهم بعد سقوط نظام الوصاية السورية، ولقد عقدنا الآمال على أن شعبنا ومسؤولينا سيستفيدون من هذه الفرصة التاريخية ليبنوا الدولة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم