السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

خطف وسجن وقنبلة ودم... ثقل الحِمل على "النهار" فلم تنحنِ ولم تُهزَم

Bookmark
خطف وسجن وقنبلة ودم... ثقل الحِمل على "النهار" فلم تنحنِ ولم تُهزَم
خطف وسجن وقنبلة ودم... ثقل الحِمل على "النهار" فلم تنحنِ ولم تُهزَم
A+ A-
الخوف من الوقوع في روتين الذكريات يؤلم مع الوقت. تختمر الصور بعد سنوات، وتفوح منها رائحة عطرة. لطالما كان عبير الراحلين فوّاحاً حداً مذهلاً. ثلاث عشرة سنة تمرّ، والموج يجرفنا إلى أعماق عاصفة. وكلّما عصفت، يشتدّ العود وتتشبّث الجذور بالأرض. يغرس جبران تويني وقبله الأب غسان في التربة آمالاً مستحيلة الاجتثاث. يحصّنون مؤسّسة هي صرح وطني، في اعتبارها مُلكاً للبنان، فلا تتهاوى مهما ارتجّ الظرف ولا تتداعى أو تعرف السقوط. اليوم، بعد السنوات، تؤكّد "النهار" صمودها رغم الهبّات. نستعيد مِحناً أُريد منها ضرب البنيان وجرّ الجريدة إلى الانهيار، لكنّها في كلّ مرة كانت تنتصر على الآلام والأحزان ومحاولات الإسكات والاقصاء.العودة إلى السنوات مُتعِبة، فالأرشيف كحديقة من زهر امتدادها شاسع، يتقاطع معها وسْع الآفاق ونور الشمس. الوصول إلى الأعلى، كالتجذّر بالأعماق، يشترط الجهد والوعي والحلم والتحدّي، ويشترط أولاً وضع الاحتمالات كافة. علِمَ غسان تويني أنّ صرحاً كـ"النهار" لن يروق كثراً، أفراداً وأنظمة وجماعات، من مُخوِّنين ومُدجّنين وأزلام مخابرات. استعدّ دائماً للمواجهة، بالكلمة والضمير ورفض المجاراة. وذات يوم، رسم بيار صادق كاراكاتوراً عن غسان تويني في الاعتقال. كانت الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، والرجل يُحاكم بتهمة "قدح الحكومة وذمّها". "النهار" 12 صفحة، بسعر 25 قرشاً، ومانشيت بالخط العريض: "توقيف غسان تويني/ النيابة العسكرية تدّعي عليه وعلى وفيق رمضان بتهمة إفشاء أسرار الدولة وتهديد أمنها وعلاقاتها/ شمعون وحلو وسلام والجميّل وادّه وجنبلاط يستنكرون". مانشيت من أربعة أسطر، على عكس اختصارات اليوم وسرعة البشر والنظر. يهزّ مؤسسة اعتقال معلّمها، فيترك في العاملين فيها شغف كسر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم