الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مصافحة استثنائيّة في السويد... وفدا الحكومة والحوثيّين يتقاسمان مقهى واحداً

المصدر: "ا ف ب"
مصافحة استثنائيّة في السويد... وفدا الحكومة والحوثيّين يتقاسمان مقهى واحداً
مصافحة استثنائيّة في السويد... وفدا الحكومة والحوثيّين يتقاسمان مقهى واحداً
A+ A-

في مشهد نادر يرتدي طابعا رمزيا كبيرا، تصافح المتحاربون اليمنيون أمام صحافيين، على هامش مشاورات السلام في #السويد، حيث يشارك وفدا الحكومة والحوثيين منذ الخميس الماضي في محادثات في بلدة ريمبو السويدية، هي الأولى منذ 2016، في مسعى لوضع أطر تمهّد الطريق لإنهاء النزاع المستمر منذ 2014، وأسفر عن مقتل نحو 10 آلاف شخص، ودفع 14 مليونا إلى حافة المجاعة.

ووافق سليم مغلس، العضو في وفد الحوثيين، وأحمد غالب أحد اعضاء الوفد الحكومي، على أن يتصافحا الاثنين، بطلب من صحافيين يمنيين، في حضور احد المصورين.

وقالت صحافية طلبت عدم الكشف عن هويتها خوفا من تعريض عائلتها للخطر في اليمن: "لم أر مثيلا لذلك من قبل".

وذكر شهود عيان أن الرجلين وافقا على الطلب بكل اريحية.

وصرح مصدر في الأمم المتحدة لوكالة "فرانس برس" بأن الوسيط البريطاني مارتن غريفيث الذي دفع باتجاه هذه المفاوضات، شاهد الصورة التي انتشرت بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد نشرتها وكالة "فرانس برس" أيضا، وباتت متوفرة على العديد من المواقع الالكترونية الاخبارية العربية اليوم.

ويعقد الطرفان الاجتماع في مجمع فندقي في ريمبو على بعد نحو 60 كيلومترا شمال ستوكهولم. ويسعى مسؤولو الأمم المتحدة إلى خلق أجواء "لبناء الثقة" من أجل بدء عملية سلام.

وحذر المراقبون المطلعون على التاريخ المعقد لليمن والحرب التي يشهدها حاليا من أن الطريق طويل ومليء بالعقبات.

وأفادت معلومات غير مؤكدة رسميا أن مفاوضي الحكومة والحوثيين لا يتبادلون الحديث في شكل مباشر، إلا عندما يتعلق الأمر بملف واحد هو الاتفاق على تبادل الأسرى الذي أبرم في بداية كانون الأول.

وفي معظم الأوقات، يقوم الوسيط ومستشاروه بزيارات مكوكية بين الطرفين. لكن في المقابل يتقاسم مفاوضو الطرفين مقهى واحدا، ومصلى واحدا، ليتمكن الحوثيون الشيعة وأعضاء الحكومة السنة من الصلاة.

وقال غريفيث للصحافيين مساء الإثنين: "إنهم يختلطون ببعضهم ويلتقون. سمعنا قصصا رائعة- لا أريد كشفها هنا- عن أحاديث يتبادلها الناس". وأشار الى أن "المزاج جيد"، لكن اليمنيين تعبوا من الشتاء السويدي والرياح والعتمة والثلوج.

واشتكى وزير الزراعة عثمان مجلي، وهو يضع وشاحا حول رقبته ويعتمر قبعة، من أن عليه التفاوض "في البرد".

ويقيم المفاوضون اليمنيون في قصر جوهانسبرغ الذي بني في القرن السابع عشر على تلة حرجية تطل على ملعب للغولف.

واختير الموقع بين ستوكهولم في الجنوب، وأوبسالا في الشمال، بسبب قربه من مطار أرلاندا الدولي.

ويضم أجنحة عدة ومبان مستقلة يقيم فيها الوفدان اليمنيان تحت حراسة الشرطة وأجهزة الأمن والاستخبارات. ويسمع تحليق طائرة بلا طيار ليلا نهارا.

أما الصحافيون الـ250 المعتمدون لتغطية الحدث، فيقيمون في بيت مبني بالخشب الأحمر، يطل على أراض خضراء.

واستقدمت المجموعة الإعلامية "سي اف اي ديفلوبمان ميديا"، بدعم من وكالة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (الأونيسكو)، صحافيين يمنيين لتغطية المحادثات.

وقال محمد الهاني، المستشار لهذا المشروع: "لدينا هيئة تحرير من 12 صحافيا، من الرجال والنساء، يمثلون كل المناطق". وأضاف أن "وسائل الإعلام الدولية يمكنها الاهتمام بالطابع السياسي حصرا لهذه المشاورات، ونركز نحن على القضايا التي تهم السكان".

وخروجهم من صنعاء بذاته كان مغامرة. فمطار صنعاء مغلق منذ ثلاث سنوات، ويجب التوجه إلى عدن في الجنوب ليستقلوا الطائرة. وقال الهاني إن "السفر بين المدينتين يمكن أن يستغرق 28 ساعة في بعض الأحيان بسبب نقاط التفتيش". 

وعلى شاشة كبيرة، تابع بعض الصحافيين احتفال تسليم جائزة نوبل للسلام بعد ظهر الإثنين في أوسلو.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم