السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كتاب مفتوح إلى الدكتور بشار الأسد

Bookmark
كتاب مفتوح إلى الدكتور بشار الأسد
كتاب مفتوح إلى الدكتور بشار الأسد
A+ A-
اسمح لي بأن أتوجه اليك من دون سابق معرفة، بهذا المقال الصريح في هذا الظرف الدقيق والمصيري الذي تجتازه المنطقة والذي يستوجب منا الصراحة والمصارحة. لقد قمتَ بزيارات عديدة للبنان، والتقيتَ الكثير من السياسيين الذين ربما نقلوا اليك ما يسعدك أن تسمعه وليس دائماً ما يجب أن يُنقل اليك عن آراء بعض اللبنانيين حول سياسة سوريا في لبنان. والكثير من هؤلاء السياسيين يرهَبون سوريا أكثر مما يرغبونها. أما نحن فنعتبر أن حالات الخوف لا يمكن أن تساعد في كشف الحقيقة وتطوير العلاقة للتوصل الى ما نريد ونرغب. يجب أن تعرف أن كثيرين من اللبنانيين لا يرتاحون الى النهج السوري في لبنان ولا الى "الوجود" العسكري السوري في لبنان. وهذا لا يعني - كما يحلو لمن يحلو لهم - أنهم خونة أو عملاء لإسرائيل، بل يعني تعلقاً (طبيعياً) بالسيادة والإستقلال، كما يعني إنزعاجاً من طريقة التعامل السوري مع لبنان واشمئزازاً من هذا التعاطي ورفضاً له. أنت إنسان يؤمن بالعلم، فما عليك إلا أن تقوم بعملية حسابية بسيطة وصادقة للسياسة السورية في لبنان، عملية على طريقة الربح والخسارة، وتدرس واقع هذه السياسة وحال اللبنانيين "الحقيقية" تجاهها. وليتك يا دكتور بشار تطرح على نفسك السؤال الآتي: ماذا تكون رد فعل اللبنانيين بعد الانسحاب السوري من لبنان؟ وكيف تكون العلاقة يومذاك بين سوريا ولبنان؟ وهل يبقى من حلفاء حقيقيين لسوريا في لبنان؟ هل حصدت سوريا أصدقاء أو أعداء في لبنان نتيجة وجودها عندنا منذ نحو الربع قرن؟ أقول لك بكل صراحة أن الكثير من اللبنانيين يعتبر أن الأداء السوري في لبنان كان يتعارض كلياً مع مفهوم السيادة والكرامة والاستقلال.□ □ □الكثير من أبناء جيلنا - جيلك - جيل الحرب، لم يعرف من الوجود السوري الا "الخلاف" العسكري تارةً والسياسي طوراً، لم يعرف إلا ما رآه وعايشه وسمعه من الطبقة السياسية التي ساهمت سوريا، آنذاك، في إيصالها الى الحكم والتي شوّهت السياسة السورية أكثر مما خدمتها. أنت تعرف أن ثمة دماً بين بعض اللبنانيين والجيش السوري في لبنان، وتعرف ان جيلنا ورث الحرب ولم يكن سببها، واننا لسنا هواة حروب أبدية، وأنه ليس هنالك من حروب أبدية أو عداءات أبدية. وأنت تعرف أن اللبناني متمسك تمسك البقاء...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم