السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

والدة تلميذة ضحية التنمّر لـ"النهار": إبنتي أصبحت أكثر قوة ورفضنا حبس المدرّس (C)

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
والدة تلميذة ضحية التنمّر لـ"النهار": إبنتي أصبحت أكثر قوة ورفضنا حبس المدرّس   (C)
والدة تلميذة ضحية التنمّر لـ"النهار": إبنتي أصبحت أكثر قوة ورفضنا حبس المدرّس (C)
A+ A-

عندما تتعرّض تلميذة لـ #التنمّر من معلّمها، تتحول ظاهرة التنمر إلى قضية رأي عام، لأن المعلم تخلّى عن دوره التربوي وانضم إلى صفوف الخارجين عن السلوكيات الحميدة التي تعتبر من واجبات عمله وعليه أن يغرسها في صفوف طلابه حتى ينشروها في مجتمعاتهم. 

هذا ما حدث مع تلميذة مصرية تدعى بسملة علي عبدالحميد، من محافظة دمياط، في الصف الثاني الإعدادي في مدرسة الشهيد محمد جمال صابر، التي أصبحت فجأة حديث الإعلام، لأنها تعرضت للتنمر من جانب مدرس اللغة العربية في صفها، عندما نعتها بلفظ عنصري، ما أدى إلى وقوعها في حالة نفسية سيئة، وانتهى الأمر بحبس المدرس أربعة أيام على ذمة التحقيق.

"النهار" التقت بسملة وأسرتها لتروي لنا تفاصيل الواقعة وماذا قالت لها محافِظة دمياط عندما زارتها في المدرسة وأحضرت لها باقة من الورد بحضور زملائها ومدرسيها.

منال محمد غريب (ربة منزل) والدة بسملة، قالت لـ"النهار": "نعيش في محافظة دمياط المصرية، وبسملة في الصف الثاني الإعدادي. وذات يوم حضر إلى فصل بسملة موجّه في مادة اللغة العربية ووجّه أسئلة للطلاب، وقد استطاعت بسملة الإجابة عن الأسئلة. وبعد أن انصرف الموجّه سأل مدرس اللغة العربية الذي يدعى سامي السيد علي "57 عاما" عن اسمها، ثم سأل الطلاب قائلاً: من يستطيع إعراب جملة "بسملة تلميذة سوداء".. هل هي بالكسرة أم بالفتحة. بكت بسملة بشدة، فهددها المدرس بطردها من الفصل إن لم تكفّ عن البكاء. وعندما علمتُ بما حدث، ذهبت في اليوم التالي إلى المدرسة وحكيت الواقعة للمدير، لكنه لم يتّخذ أي إجراء، وتحجّج بأن المدرس لديه حصة، فذهبت للإدارة التعليمية وقدّمت شكوى لوكيل الوزارة، فأمر بالتحقيق في الواقعة، وشكل لجنة من المدرسة في اليوم التالي، فأجرت صلحاً بين المدرس وبسملة وانتهى الأمر عند ذلك".

"لم يمرّ أسبوع على الواقعة، حتى بدأ المدرس استفزازه لبسملة، وقال لها حرفياً: "لو مش عاجبك روحي اشتكيني". فنشرت منشوراً على أحد "الغروبات" في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" وتمت مشاركته من ناشطين كثيرين، فوجدتُ مدير المدرسة يهاتفني ويقول لي إن مديرية التربية والتعليم تطلبني، فذهبت ووجدت وكيل الوزارة في انتظارنا وأصدر قراراً رسمياً باستبعاد المدرّس نهائياً، بعدها بيومين استدعوني في النيابة الإدارية لأخذ أقوالنا، وفي اليوم نفسه، تم التحقيق معنا أمام النيابة العامة، وتم تحريك دعوى جنائية بناء على قرار المحامي العام، وتم استدعاء المدرس وحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق. فتضايقنا كثيراً من نشر صور المدرس في كثير من القنوات الفضائية، وهو يتم التحقيق معه، وتصالحنا وتنازلنا جنائياً عن القضية وليس إدارياً حتى يخرج من السجن، لكنه يعاقب إدارياً، حرصاً منا على شكله العام لأنه كبير السن ولديه ظروف صحية لا تسمح له بدخول السجن، وتم توثيق التنازل في الشهر العقاري".

وعن زيارة محافظة دمياط الدكتورة منال عوض لها قالت بسملة لـ"النهار": "زارتني دكتورة منال عوض محافظة دمياط الثلثاء الماضي، وأحضرت لي باقة جميلة من الزهور وأعطتها لي في طابور الصباح وقالت لي حرفياً: "إنت شاطرة ومتفوقة اهتمي بدراستك ومستقبلك وأنا آسفة"، واعتذرت لي أمام الجميع تلامذة ومدرسين، وهذا شكل لي فارقاً كبيراً ورفع من معنوياتي، ولكن ما أحزنني أنني عندما ذهبت إلى المدرسة في اليوم التالي وجدت كثيراً من الطلاب والمدرسين في حالة تعاطف كبير مع الأستاذ سامي، واتهموني بالعنصرية، لكن الأستاذ عبدالعليم جمعة مدير الإدارة التعليمية بدمياط ذهب إلى المدرسة وشرح للجميع أنه ليس لي ذنب وأن أسرتي تنازلت عن الدعوى الجنائية لاسيما وأن الأستاذ سامي في مقام والدي حتى لا يتحول الموضوع إلى تنمّر من قبل زملائى وبقية الطلاب في المدرسة".

 والدة بسملة تدخلت في الحديث: "بعد هذه الواقعة تعبت بسملة نفسياً من وسائل الإعلام، ومن كثرة الكلام في الواقعة والحكي عنها، واتهمني البعض بأني أم فاشلة بحجة أني لا أستطيع أخذ حق ابنتي، كما اتهمونا بأننا تقاضينا أموالا بعد الحكم على المدرس، وعندما تنازلنا اتهمونا كذلك بالتهمة عينها، ولكننا لم نعر اهتماما لكلام الناس لأنهم لا يعرفون الحقيقة، وأحمد الله أن ابنتي بسملة تعتز بنفسها كما أنها متفوقة دراسياً ودائماً يتم تكريمها من قصر الثقافة، حيث تهوى الرسم وإلقاء الشعر ولها عديد من الصور مع وكيل وزارة الثقافة بدمياط وتتمني أن تصبح طبيبة تحاليل. وبعد واقعة التنمر التي تعرضت لها دائماً ما أدعمها أنا ووالدها ونشجعها على أن تركز على دراستها ومذاكرتها خلال الفترة المقبلة، ولم ننس موقف أصحاب بسملة حيث وقفوا إلى جانبها وشجعوها ودعموها لإثبات حبهم لها، لدرجة أن خمسة منهم أدلوا بأقوالهم أمام النائب العام".













الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم