الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مرحلة جديدة من غزو الفضاء بعد الهبوط على المريخ \r\n"إنسايت" اقتحم الكوكب الأحمر وفتح طريق الرحلات المأهولة

مرحلة جديدة من غزو الفضاء بعد الهبوط على المريخ  \r\n"إنسايت" اقتحم الكوكب الأحمر وفتح طريق الرحلات المأهولة
مرحلة جديدة من غزو الفضاء بعد الهبوط على المريخ \r\n"إنسايت" اقتحم الكوكب الأحمر وفتح طريق الرحلات المأهولة
A+ A-


سبع دقائق صعبة فتحت طريق البشرية إلى مرحلة جديدة من غزو الفضاء، تذكر بالمرحلة التي استطاع فيها الإنسان النزول على سطح القمر، وإن كان النزول على كوكب المريخ أكثر صعوبة وتعقيداً.

فقد هبط المسبار "إنسايت" التابع لوكالة الفضاء الأميركية (الناسا) على المريخ بعد سبع سنوات من التحضير وسبعة أشهر من السفر في الفضاء وسبع دقائق من القلق خلال نزول المركبة المحفوف بالخطر، وهي دقائق عاشها العلماء في الوكالة بكثير من القلق والأعصاب المشدودة في مراقبة العملية التاريخية، وقد استقبلوا هبوط المسبار على سطح الكوكب الأحمر في قاعة التحكم بالمهمة في مختبر "جت بروبالشن لابوراتوري" في باسادينا (كاليفورنيا)، بالتصفيق والقفز فرحاً بعد توتر وترقب شديدين. وقد صفق أيضاً لنجاح العملية رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية الذين تابعوا هبوط المسبار الأول الذي يحط على الكوكب الأحمر منذ ست سنوات. وقال مدير المختبر مايكل واتكنز، إنها المرة الثامنة التي تنجح فيها الولايات المتحدة في إنزال مركبة على سطح المريخ بعد رحلة قطع خلالها المسبار مسافة 480 مليون كيلومتر. فيما اعتبر رئيس الناسا جيم برايدنستاين خلال مؤتمر صحافي عقد في باسادينا، "انه يوم رائع!"، وأعرب عن أمله في أرسال رحلات مأهولة إلى المريخ في منتصف ثلاثينات القرن الجاري.

وجرت كل مراحل الهبوط على المريخ بطريقة مثالية من دخول الغلاف الجوي إلى عمل المظلة وانزال قوائم المسبار والهبوط. وانتقلت سرعة المسبار في أقل من سبع دقائق من 19800 كيلومتر في الساعة إلى ثمانية كيلومترات. وقال المسؤول عن مشروع "إنسايت" توم هوفمان، إن كل التحضيرات جرت على ما يرام "لكن مع المريخ ما من شيء مؤكد". وبعد دقائق معدودة على هبوطه، أرسل "إنسايت" أول صورة التقطها على سطح المريخ وهي غير واضحة بسبب الغبار الذي أثارته عملية الهبوط على الأرجح لكن يظهر فيها الأفق فضلاً عن صخرة او صخرتين. وبعيد دخوله غلاف المريخ الجوي أدت عمليات الاحتكاك إلى ارتفاع الحرارة إلى 1500 درجة مئوية، إلا أن "إنسايت" كان بمنأى بفضل درعه الحرارية المعززة. وكانت سرعة المسبار حينها حوالى 20 ألف كيلومتر في الساعة أي أكثر بأربع مرات من سرعة الرصاصة المطلقة من سلاح ناري. لكن تكفلت مظلة بكبح السرعة بعد أربع دقائق، ثم فتح المسبار قوائمه الثلاث وانفصلت عنه المظلّة. وعملت محركات الدفع العكسي، وعددها 12، لتصبح السرعة ثمانية كيلومترات في الساعة.

وخلال هذه المراحل الدقيقة لم يكن في الامكان التدخل لتصحيح مسار "إنسايت" أو أي خلل قد يطرأ. وقال هوفمان "توقف قلبي عن الخفقان مدة سبع دقائق تقريبا". وهو كان أوضح أنه عانى من الأرق في الأيام الأخيرة. وتمكن "إنسايت" ايضا من نشر ألواحه الشمسية وهي كناية عن مظلتين دائرتين كبيرتين، قطر كل واحدة متران.

وفي الايام الأولى سيدرس المسبار موقع الهبوط مع البحث عن أفضل مكان لنشر الاجهزة التي يحملها بواسطة ذراع آلية. وسيدرس المسبار باطن المريخ بكل تفاصيله. وستستخدم هذه المعلومات في فهم أفضل لتشكل هذا الكوكب قبل مليارات السنوات ومقارنتها بالأرض.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم