برمانا مصدومة و"لتتحقّق العدالة".... "مَن نشر الصورة لا يقل وحشية عن القاتل"

لم يكن نهار برمانا اليوم عادياً، فالمنطقة المعروفة بهدوئها وطبيعتها الخلابة، استفاقت على جريمة قتل مروّعة، راح ضحيتها الإعلامي البريطاني في إذاعة "راديو وان" Gavin Ford .

الخبر شكّل صدمة لمتابعي الإعلامي المعروف بحبّه الحياة، وبرنامجه الصباحي الذي اعتاد متابعوه أن يمدّهم بالطاقة الإيجابية، فتحولت صفحته بين ليلة وضحاها من الاحتفال بعيد ميلاده الى فسحة للنعي والتأسُّف على رحيله.

بلدة برمانا، ما زالت تحت تأثير الصدمة، سكانها لم يصدقوا ما حدث في منطقتهم، والجواب الموحد للأهالي والجيران "ما بنعرف شي". ولدى الاستفسار عن سماع أصوات أو نداء استغاثة، كان الجواب موحداً أيضاً، "عرفنا من الإعلام عن الجريمة".

مدخل المبنى الذي يقطنه Gavin اقفلت أبوابه، يرفض السكان الإفصاح عن أي معلومة. تخبر جارته أن القوى الأمنية حضرت الى المكان ورفعت البصمات وأخذت بعض الافادات من الأهالي وفتحت تحقيقاً في الحادث، بينما غادر بعض السكان المنطقة بعد سماع الخبر، وفق ما أكد بعض الجيران.

المعلومات الأولية أشارت إلى أن الفقيد عُثر عليه مقيّد اليدين بقطعة قماش لُفّت حول رقبته، فيما وُجدت آثار ضرب بآلة حادة على وجهه، من دون العثور على مخدرات، وبأن سبب الوفاة ناتج عن عملية خنق".

عدد كبير من محبيه عبّروا عن حزنهم الشديد لخبر وفاته، فاحتلت صور Gavin، مواقع التواصل الاجتماعي وغرد النائب سامي الجميّل، معبراً عن حزنه لوفاة المذيع، قائلاً: "إن برنامج فورد الصباحي “Gavin Ford in the morning” كان يرافقه على مدى 20 سنة بـ"مشاعر إيجابية وموسيقى جيدة، لتتحقق العدالة".

أما النائب سامر سعادة فعلق على الصورة المعروضة للراحل، "الصورة المسرّبة عن جريمة مقتل المذيع غافين فورد، رحمه الله، تدلّ على انحطاط أخلاق من سرّبها، وصورة واضحة على غياب روح المهنية في المحافظة على مسرح الجريمة واحترام حرمة الموت والإنسانية. يجب معاقبة المسؤولين سريعاً. كلنا أمل بالقبض على المجرمين".

وغرد الاعلامي جو معلوف على الجريمة قائلاً: "للأسف رح نظلّ برابرة ما منعرف نحترم الانسان ولا الموت وحرمته. استخدام تعابير متخلّفة وتصنيف البشر بحسب ميولهم الجنسية! الجريمة جريمة ومرفوضة مين ما كان الإنسان! الضحية مواطن اجنبي رح تتسلى الصحافة عندن بتخلّفنا بلبنان!! بلد يحكمه الجهل".

وعلق مقدّم البرامج بيار رباط: "غداً صباح حزين"

والزميلة فاطمة عبدالله

صورة الجثة ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي شكلت حالة من الغضب لدى المتابعين، فغرد الممثل طارق سويد: "من نشر الصورة لا يقل وحشية عن القاتل"

يذكر أن Ford أظهر اهتمامه بالراديو منذ صغره، فكان يمضي ساعات في غرفة نومه، يقدّم برامج إذاعية للمتعة. حصل على فرصته الأولى في إيطاليا حيث عمل في محطة سياحية، بعد تخرّجه من مدرسة الإذاعة الوطنية في لندن في عام 1984.

وبعد إيطاليا، انتقل إلى راديو "كارولين"، إحدى أشهر الإذاعات في بريطانيا، حيث قدم البرنامج الصباحي. وبعد استيائه من العواصف المستمرة، انتقل Ford إلى النورماندي الجميلة في فرنسا وانضم إلى فريق عمل " Contact 94" ثمّ إلى Galaxy Radio في بريستول وNapa FM في قبرص، حيث سمع عن محطة "راديو وان" اللبنانية ووقع في حبّها. قدم برنامج "Gavin Ford in the Morning"، وهو من أكثر البرامج الصباحية التي يُستمع إليها في لبنان منذ اطلاقه، واشتهر بإبداء رأيه في المواضيع المتداولة والمناقشة، إضافةً إلى حبّه ومدافعته ونشره الوعي عن الحيوانات وحقوقها، ليصبح أحد أركان المدينة في الترفيه والبث الإذاعي المباشر.