السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

قصة عن المسؤولية

قصة عن المسؤولية
قصة عن المسؤولية
A+ A-

في إحدى مدارس بيروت، يتعلّم "رامي"، وابن عمّه "سامي". هذه المدرسة تقع في وسط بيروت، وهي معروفةٌ بقوّة تعليمها، وقوّة التّلاميذ الّذين يتخرّجون منها في مادّة اللّغة العربيّة. "رامي" هو الأصغر بين الاثنين. لكن، رغم صغر سنّه، هو الأذكى، وهو يدرس ليلًا ونهارًا، ويلعب كرة القدم، ويلاحق كلّ ما يريد القيام به. لكنّ "سامي" عكسه تمامًا، فهو لا يدرس، ونتائجه غير جيّدة، ويبقى على جهازه طول النّهار، فلا يملك الوقت الكافي للقيام بأيّ أمر مفيد.

في يومٍ من أيّام المدرسة، وصل "رامي" باكرًا جدًّا، ولمفاجأته، كان "سامي" هناك أيضًا، لكنّه كان يتسلّى على هاتفه.

اقترب منه رامي، وسأله:" ماذا تفعل هنا باكرًا؟

فردّ عليه ببساطة: "أمّي لم تسمح لي أن ألعب في المنزل على جهازي، فطلبت منها إحضاري إلى هنا".

فَدُهِشَ سامي :" أمّك منعتك من اللّعب في البيت على جهازك، لكنّك هنا تلعب على هاتفك؟!!"

فهمس سامي في أذن رامي:" ألا توافقني أنّ الأهل لا يفكّرون بطريقة صحيحة؟ فأمّي منعتني أن ألعب في البيت، لكن لم يخطر ببالها أنّني سألعب في المدرسة؟"

عندها، أوقف رامي الحديث قائلًا:" هل درست لامتحان اليوم؟" فردّ سامي بحزنٍ:" آه، امتحان اللّغة العربيّة؟؟؟ لقد نسيت أن أدرس له، فقد كنت ألهو على حاسوبي".

بعد ساعةٍ، دقّ الجرس، وصعد التّلاميذ إلى الصّفّ، فدخلت معلّمة اللّغة العربيّة الآنسة "تاليا"، ووزّعت الامتحانات. وبينما كان التّلاميذ يجرون الامتحان، نظر رامي إلى سامي، ووجده يواجه صعوبةً في الأجوبة. وفي آخر الحصّة، سأله: كيف فعلت؟"، فردّ وكأنّه سيبكي:" لم أعرف أيّ سؤال". فحزن رامي على رفيقه، وأكمل نهاره.

في اليوم التّالي، دخلت معلّمة اللّغة العربيّة الصّفّ، ووزّعت الامتحانات على تلاميذها، وتوجّهت إلى سامي بالقول:" خاب ظنّي فيك كثيرًا". فعلم رامي أنّ صديقه شعر بالنّدم، لكنّه تمنّى أن يكون قد تعلّم درسًا من تلك الحادثة.

في الطّريق إلى البيت، رأى رامي صديقه يدرس من كلّ قلبه، فسأله:" ماذا حدث؟" فأجاب:" تعلّمت أن أكون مسؤولًا، وأن أدرس، واقوم بواجباتي كلّها بلا تأجيل، وأقسّم وقتي، بحيث يكون لديّ لكلّ عمل وقته، تمامًا مثلك أنت".

ففرح رامي لأنّ صديقه قد تعلّم درسًا مناسبًا قبل فوات الأوان.



السّنة السّابعة- لويس- سيتي إنترناشونال سكول


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم