الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أهلاً وسهلاً بكم في متحف الطعام المقرف!

هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
أهلاً وسهلاً بكم في متحف الطعام المقرف!
أهلاً وسهلاً بكم في متحف الطعام المقرف!
A+ A-

دعونا نضع الأمور في نصابها تجنباً لأي سوء تفاهم قد يولد – لا سمح الله – بيننا: عند مدخل هذا المتحف الذي كان ماضياً مسلخاً لا تزال جدرانه مُلطخة بطيف الدماء، لا نُمنح تذكرة تخوّلنا إكتشاف هذه الفسحة المُخيفة، كما هي القاعدة، بل تُقدّم لنا أكياس القيء إستباقاً الشعور بالغثيان الذي سيغلّف كياننا!

إذ أن القيء أمر لا مفرّ منه ومُتعذّر إجتنابه في هذا المكان الذي يُنادي كل من يحمل صفة الإقتحاميّ...و"عليّ وعلى أعدائي"!

هذه الفُسحة "المروّعة" ليست لأصحاب القلوب الضعيفة.

وأكياس القيء من شانها أن تخفي آثار الكارثة المحتومة التي تتسبب بها المشاهد المُروّعة. وفي حين قد لا تخفف من تداعياتها، بيد انها ستحتويها بكل تأكيد!

هذه الفُسحة ليست مُخصّصة(ونعتذر سلفاً عن ذلك)، للذين "يتدلّلون" على البطاطا المقليّة أو "يُمزمزون" الفطائر بجبنة، أو "ينسابون بإنخطاف" في "وعاء الفوندو"، ويتباهون بإتقانهم آداب المائدة، ويتناولون الطعام بطريقة كريمة وجليلة ومبجّلة ..."يعني كتير كلاس!".

هذه المغامرة "القاتوليّة" هي للذين يرتدون شخصيّة أتيلا البربري، "ما غيرو"، وللذين يعتبرون الديدان فاتحة للشهيّة!




فإذا كنا شجعانا بما فيه الكفاية "لإقتحام" هذه المُغامرة الكائنة في مدينة مالمو السويديّة، لا بد من أن نعرف سلفاً ماذا ينتظرنا على وجه التحديد (وينتظرنا الكثير!).

وفيما يلي بعض الأمثلة:

- أجبان "تسرح وتمرح" في داخلها الديدان.

- الفاكهة النتنة.

- نبيذ مصنوع من الفئران.

- عصير عين الغنم.

- رأس الأرنب.

- الرتيلاء المقلية (أي بالدارج: الإرتيلة!).

- حساء رأس الغنم.

- قضيب الثور.





ولأن هذه المغامرة فريدة من نوعها وقد لا نعيش أي شيء شبيه بها مرتين، علينا أن نتذوّق، أو أقلّه أن نشمّ، طبقاً واحداً لنستحق التجربة التي لن ننساها ما دمنا على قيد الحياة!

أنه متحف الطعام المُثير للإشمئزاز الذي يُقدّم حتى 27 كانون الثاني 2019 80 من أكثر الأطعمة إثارة للإشمئزاز في العالم!

والهدف ليس فقط إثارة الصدمة في كياننا (صدمة كهربائيّة من دون أدنى شك)، بل السبب المحوري لهذا المعرض الذي يكثر الحديث عنه حالياً في الأوساط الغربيّة، هو أن نكتشف مطابخ الحضارات التي لا ننتمي إليها. فنتعرّف تالياً إلى مكوّنات الأطعمة التي تتباهى بها، ولنعترف في الدرجة الأولى أن ما قد يُثير إشمئزازنا، قد يكون مصدر سعادة ولذة لحضارات أخرى.




هذه المأكولات التي ربما وصفها البعض بـ"العنيفة" والمقززة والمقرفة والمدمرة للأعصاب والكريهة والمسببة للغثيان، هي أقل من عاديّة لبعض الحضارات التي تدمجها في مطبخها المحلّي بشكل طبيعي (ومن دون أن يرف لها جفن!).

ويأمل العقل "الجهنّمي" الذي إبتدع فكرة المتحف، صاموئيل ويست أن يتجوّل المعرض في كل أوروبا بعدما تشبع مدينة مالمو الأسوجيّة من هذه المأكولات التي تُثير الرُعب في نُفوس البعض.

"ومشهيّات عَ مدّ النظر"!

                                               [email protected]


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم