السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كذبة الجمعة الأسود ... للأغنياء فقط

محمود فقيه
محمود فقيه mahmoudfaqih
كذبة الجمعة الأسود ... للأغنياء فقط
كذبة الجمعة الأسود ... للأغنياء فقط
A+ A-

دخل لبنان أخيراً في صرعة "الجمعة الأسود" المنتشرة في عدة دول غربية المأخوذة بدورها من المتاجر الأميركية التي تعمد الى تخفيض أسعارها بشكل هائل في يوم الجمعة الذي يلي عيد الشكر من كل عام، وتسمي ذاك اليوم بالجمعة الأسود. ينام المواطنون في البلدان التي تعتمد هذا التقليد على أبواب المتاجر ويتناتشون البضائع بشكل لافت وعنفي. منذ أعوام قليلة بدأت بعض المتاجر اللبنانية باعتماد هذا التقليد والإعلان عن عروضاتها في يوم "الجمعة الأسود" أو "الجمعة الأبيض" كما تودّ بعض البلدان العربية تسميته لاعتبارات إسلامية.

يأتي هذا الإجراء بعدما فشلت الأسواق اللبنانية في اعتماد شهر شباط/فبراير كشهر للتسوق من كل سنة حيث كانوا  يضاعفون الأسعار قبل دخول الشهر ويخفضونها 50% لإيهام الزبائن بتخفيض الأسعار إلى النصف وبالتالي فقدوا ثقة الشاري والسائح وضاع الشهر من "أساسه". اليوم يحاولون استقطاب المواطن اللبناني "المحروقة روحه" للشراء عبر لوحات الشوارع والاعلانات المصورة على القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي ولكن "لقد أسمعت لو ناديت حياً  ولكن لا حياة لمن تنادي".

والسبب؟!

يعاني الشعب اللبناني من أزمة إقتصادية خانقة وقدرة شرائية تدنت إلى أقل مستوياتها. كما ان البطالة بين الشباب وصلت إلى أعلى معدلاتها. يكاد راتب المواطن اللبناني يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل منتصف الشهر، فكيف به في أواخره وهو التوقيت الذي طالما تعتمده المتاجر لإجراء تخفيضات وليس حكراً على جمعة عيد الشكر الأميركي. 

إذا كانت المؤسسات التجارية تهدف إلى استقطاب المواطن الفقير من خلال عروضها، أليس الأجدى بها ان تعتمد ذلك في أوائل الشهور وليس في خواتيمها؟ من لديه القدرة الشرائية من الشعب "المعتّر" في آخر الشهر؟. إذاً، ان "الجمعة الأسود" وغيره من "الأوفرات" هي فقط للأغنياء، أولئك القادرين على الشراء طيلة أيام السنة ومهما كانت التواريخ. ولعل هذا الأمر يندرج تحت السياسة الترويجية التي تعتمدها متاجر "البراندات" كي لا "تبهدل" علامتها التجارية وتجعلها في متناول كل فئات الشعب. 

وعلى هذا المنوال فإن أكذوبة "الجمعة الأسود" والتي يشك في أساسها المواطنون لناحية الأسعار والجودة لا تستهدف المواطن الفقير، بل هي موجهة فعلياً لأصحاب الثروات أو المرتاحين مادياً على أبعد تقدير. 

هذا الأمر لم يكن خفياً على الكثير من الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي الذين انتقدوا التوقيت وما وجدوا مبرراً لاعتماد عيد الشكر في بلدٍ لا نُشكر على العيش فيه.

"جاي جاي معناش مصاري "

ليش آخر الشهر؟ 

"العالم طفراني"

لا يعول عليه 

وهذه حال المواطن


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم