الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لبنان المستقلّ... هذا الحلم الكبير الّذي تمخّض طوال قرون

Bookmark
A+ A-
أرزة فوق جبل. لم تكن مجرد صورة على غلاف كتاب من القرن السابع عشر، بل حلماً كبيراً استمرّ تمخضّه نحو 4 قرون، قبل أن يُصبِح وطناً اسمه لبنان. 11 محطة او حقبة زمنية على الأقل رسمت وجه لبنان وحدّدت مصيره، وفي كلٍّ منها ثورة صغيرة او كبيرة. موارنة من صلب الجبال والوديان حالمون بالحرية، دروز تائقون الى التغيير، سنّة وشيعة شكّلوا بيضة القبان في ساعة الحسم، و"مشوا في المشروع". "اللبنانيّون، على اختلاف فئاتهم، أرادوا استقلال لبنان بالفعل"، يؤكد استاذ التاريخ والمؤرخ الدكتور الياس القطّار لـ"النهار". تاريخ مديد، حلم بكيان، بوطن، ثورات، عاميات شعبية، فلاحون ثائرون، ولاة وامراء، قمع وحروب ومجازر، انتداب ومعركة استقلال... في زحمة الشكوك، يجد القطّار ان "لبنان استقل في أوانه. لكن لدينا مشكلة هي ان المكونات اللبنانية تتأثر كثيرا بالتجاذبات الاقليمية... بما يبين انها ليست ناضجة". في الذكرى الـ75 لاستقلال لبنان، قراءة في محطات من التاريخ كوّنت بلداً وُلِد بعزم ابنائه، واستقلّ بتضامنهم معاً... لئلا ننسى. الأرزة والشرارات الأولىلم يكن استقلال لبنان مصادفة، او امرا "مفاجئا". عندما يبحث القطار في الأوراق اللبنانية، يرسم ما يشبه خريطة طريق قادت خطوطها وتعرجاتها الكثيرة الى محطة واحدة: استقلال 1943. "علينا ان نفهم أولا أنّ لبنان ضمّ جماعات مختلفة لم يكن مسارها التاريخي واحداً. صحيح أنّ السلطة كانت واحدة، سلطة الخلافة، ثم السلطنة العثمانية، غير أنّ الجماعات المكوِّنة للبنان لم تعرف التّطور الثقافي والاجتماعي نفسه"، على ما يشرح. بحثٌ عن الشرارات الأولى للاستقلال، نبشٌ دقيق في التاريخ. لا شك في ان جماعة الموارنة خصوصا تثير اهتمام البحاثة والمؤرخين، لما كان لها من تأثير في تكوين لبنان. "هؤلاء انفتحوا على الغرب منذ القرن الخامس عشر"، على ما يوضح القطار، بما شكّل "انفتاحاً على ثقافة مغايرة للثقافة الشرعيّة الاسلاميّة". في ذلك القرن أيضاً، بدأت "تنشأ دولٌ خرجت من فلك الدولة المسيحيّة الواحدة. وبالتّالي تعرّف الموارنة في تلك الحقبة الزمنيّة إلى دول لها أنظمة غير دينيّة. وبدأوا يستوعبون قليلا". عملية الاستيعاب المسيحي، "الماروني اولاً ثمّ الروم كاثوليكي"، نمت اكثر فأكثر مع "التوجه الى أوروبا للدراسة، بما شكّل احتكاكاً مباشراً بتلك المجتمعات الاوروبيّة، خصوصاً المجتمع الايطالي، وساهم في التعرف الى افكار جديدة، الى مفهوم يُدعَى الوطن". في المختبر الاوروبي، أمكن تذوّق معنى وطن مغاير كليًّا، وطن "خارج عن السلطنة العثمانية". وفيه ايضا، تكوَّن متخرجون، باحثون، مثقفون، مترجمون، مفكّرون... اتوا من هذه الأرض، من هذا الجبل. من عاد منهم الى لبنان، أحضر معه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم