الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - العروبة اللبنانية صيغة قابلة للنجاح

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - العروبة اللبنانية صيغة قابلة للنجاح
أرشيف "النهار" - العروبة اللبنانية صيغة قابلة للنجاح
A+ A-
تتيح لنا الذكرى المجيدة الثالثة والخمسون لاستقلال لبنان (1943- 1996) الفرصة لالقاء الضوء على العروبة اللبنانية، في وقت يبدو الحديث عن العروبة خافتاً في كل مكان. ولكن لبنان بما هو صيرورة دائمة، بما هو لقاء بين التاريخ والجغرافيا، بما هو عناق بين الجبل والبحر، بين الداخل والساحل، بين الاسلام والمسيحية، بين التراث والحداثة، بين الشرق والغرب، بين الصحراء والبحر، بما هو تلاقٍ وتلاقح حضارات، يفسح في المجال لقول كبير في تقاطع اللبنانية كوطنية والعروبة كقومية. ليس غريباً الحديث عن هذه العروبة اللبنانية، اذ ان اللبنانيين كانوا فعلاً حاضرين في اساس المشروع النهضوي العربي لاعتبارات عدة ليس اقلها تنوعهم الديني وانفتاحهم الثقافي والاقتصادي وتعلقهم بالحرية ونشدانهم الاستقلال وتطلعهم الى التقدم واحتكاكهم بالغرب. وكان للمساهمة اللبنانية في احياء اللغة العربية وفي كشف الغطاء عن التراث العربي فضل مهم في بلورة هذه العروبة المنفتحة على كل الآفاق، مما جعلها تنزع منزعاً غير عنصري وغير طائفي، وان تتسع لعناصر الشعب اللبناني بأسره، بما فيها مجموعات غير عربية معروفة لا حاجة لتعدادها دخلت في العروبة الثقافية ونهلت من معينها وساهمت بدورها في اغنائها. هكذا تبدّت العروبة اللبنانية غير متعصبة ولا منفلقة، واقعية وعقلانية، منفتحة على كل التيارات، مرحبة بكل المساهمات، معترفة بالآخر، سمتها الاعتدال وديدنها الفكر وشرطها الحرية بأجل معانيها، نابعة من قلب الاديرة التي حفظت التراث واللغة العربيين، ومن الجوامع والمساجد والخلوات التي ترددت فيها اصداء الآيات المحكمات والاحاديث الشريفة، ومن نوادي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم