الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الشاعر القروي المسيحي الذي أبدع شعراً في وصف النبي محمد!

حسام محمد
A+ A-

إن الشعر الذي يمدح مولد النبي محمد لم يقتصر على الشعراء المسلمين فقط، وإنما كان ثمة عدد كبير من الشعراء المسيحيين أيضاً قد تغنوا بيوم مولد النبي الكريم مثل الشاعر جورج صيدح، وميخائيل خيرالله، وخليل مطران، وإلياس قنصل، وغيرهم كثر.

وكان الشاعر اللبناني المهجري رشيد سليم الخوري (1887-1984) المعروف بـ "الشاعر القروي" واحداً من أهم الرواد الذين كتبوا في النبي أجمل القصائد. وكان أبرز الأدلة على مدى الامتزاج الروحاني الذي عاشه الخوري، ما بين ديانته المسيحية وتأثره بالإسلام ونبيه، ما أوصى به، بعد رحيله، حيث أوصى بأن يصلي عليه كاهنٌ مسيحي، وشيخٌ مسلم.

من جهة أخرى أوصى الشاعر القروي، بتفاصيل على قبره، تظهر الدين الإسلامي، كما تظهر الديانة المسيحية، مؤكداً على وجود هلال في ضريحه، مثلما شدّد على قراءة الفاتحة على قبره، أيضاً.

ووصل تعلّق الخوري بنبي الإسلام، إلى الحد الذي قال فيه: "وأيّ أديب يهيم بالحكمة، لا يخرّ ساجداً للحديث الشريف ومعجز القرآن!". بل إنه قال في كلمة له في إحياء ذكرى هجرة النبي محمد: "يا محمد، يا نبي الله حقاً، يا مجد العرب، يا مجد الإنسانية، دينك دين الفطرة" حتى إنه أُخذ بحال حبّه للنبي عليه الصلاة والسلام ورسالته، في تلك المناسبة، فهتف داعياً لما أرسل إليه ابن عبد الله: "إنّي لموقنٌ أن الإنسانية بعد أن يئست من كل فلسفاتها وقنطت من كل مذاهبها ونظرياتها، سوف ترى أن لا مخرج لها من مآزقها ولا راحة لروحها ولا صلاح لأمرها إلا بارتمائها في حضن الإسلام".

اعتناقه الإسلام

وصل تعلّق الخوري وحبه لمحمّد، إلى أن اتهمه البعض بتركه المسيحية ودخوله في الإسلام، إلا أن الخوري الذي من ألقابه (قديس العروبة) كان يفخر بالنبيين على حد سواء، السيد المسيح عليه السلام، و الرسول محمد.


شعر الخوري في النبي الكريم

لم يترك الخوري مناسبة إلا وأطل على اسم نبي الإسلام، بمديح شعري صار من عيون الشعر العربي، ولشدة هوى نفس الخوري بالنبي محمد فقد اعتبر يوم ولادته، يوماً للبشرية جمعاء، بمختلف أديانها وألوانها ومشاربها. وفي قصيدة من أجمل القصائد العربية، وتعد من روائع شعر مدح النبي، يقول الخوري متحدثاً عن ذكرى ولادة نبي الإسلام:

عيدُ البريةِ عيدُ المولدِ النبوي

في المشرقين له والمغربين دوي

عيدُ النبي ابن عبد الله من طلعت

شمسُ الهداية من قرآنه العلوي

بدا من القفر، نوراً للورى وهدى

يا للتمدّن عمّ الكون من بدوي!


إلى أن يصل إلى فحوى رسالته الشعرية التي تقوم على إيمان قومي إنساني، بدون نزعة عنصرية، مؤكداً ضرورة العلاقة الوثقى ما بين المسيحيين والمسلمين، فيقول:

يا قوم، هذا مسيحيٌّ يذكّركم

لا يُنهِض الشرقَ إلا حبّنا الأخوي

فإن ذكرتم رسول الله تكرمةً

فبلّغوه سلام الشاعر القروي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم