حكم جديد بالمؤبد لشادي المولوي ولأحمد وعمر ميقاتي... وهذا ما خطط له المولوي بعد لجوئه إلى عين الحلوة

لم تنته مهمة عمر ص. عند هذا الحد. فقد كلفه المولوي بتشكيل مجموعة مسلحة في طرابلس وعينه على رأسها. وأبلغه أنه ترك لدى بعض عناصر مجموعته السابقة قبل هربه من طرابلس الى مخيم عين الحلوة بعض الاسلحة والذخائر على سبيل الامانة. وكلفه بتجميعها وتوزيعها على عناصر مجموعته.

ويعترف علي ص. أولياً أنه جند وسيم ح.، ووليد ف. وأيمن م. وعبد القادر ب.، والسوري عامر د. الملقب "أبو حمزة" كعناصر في مجموعته في طرابلس بقصد تنفيذ عمليات إرهابية سيكلفه بها شادي المولوي. وبايعوا الأخير عبر"تلغرام" على السمع والطاعة بصفته أميرا لـ "جبهة النصرة" في لبنان، باستثناء أيمن م. وتنفيذاً لما كلفه المولوي به انتقل عمر ص. الى صيدا في سيارة "بيك آب" معدة لنقل الخردة عائدة لأيمن م. وبرفقته، وتسلم من شخصين مجهولين مرسلين من المولوي على الأوتوستراد البحري قاذف آر بي جي و12 قذيفة عائدة له و36 قنبلة يدوية ومسدساً حربياً مع كاتم للصوت، حملها في الـ "بيك آب" وموهها ببعض الخردة ونقلها الى طرابلس وأودعها في منزل عامر د. ثم نقلها الى منزله بعد شهر. وتم ضبطها وكانت ستستعمل في تنفيذ عمليات إرهابية واغتيال العميد سعيد الرز والعميد المتقاعد عميد حمود وستة مدنيين.

والمفارقة ان صاحب البيك أقسم لدى استجوابه امام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله، في حضور ممثل النيابة العامة العسكرية انه لم يقل له المتهم عمر ص. ماهية حمولة الشاحنة الا بعد اجتياز حاجز المدفون. ولو عرف بأمرها قبل ذلك الحاجز لترك عمر ص. يتابع الطريق بمفرده الى طرابلس وغادر الشاحنة.

أما عمر فتابع تجنيد الاشخاص في مجموعة طرابلس بثلاثة آخرين بينهم ابنه الموقوف علي، وإنفاذاً لأمر المولوي تسلم من شخص يجهله في باب التبانة 11 كيساً من الاسمدة الكيميائية تستخدم في تصنيع المواد المتفجرة ونقلها بمساعدة المتهم عامر الى مخرطة لقريبه في المحلة نفسها حيث خبأها وجرى ضبطها. كما تسلم مبلغ 50 ألف دولار نقداً على خمس دفعات من أشخاص مرسلين من المولوي نقل 44 ألف دولار منه على ثلاث دفعات منها الى المولوي، وسلم 5300 دولار الى زوجة "أبو جعفر" المتورط بعملية التفجير في بعل محسن، و2800 دولار وحافظة معلومات الى زوجة المولوي في الكورنيش البحري في صيدا.

وتراجع المتهم عمر ص. في التحقيق الاستنطاقي وامام المحكمة عن هذه التفاصيل وحصر علاقته بالمولوي بتجارة الاسلحة والذخائر فحسب طلباً للافادة المادية فحسب، مشيراً الى أن جميع الاسلحة كانت برسم البيع والاتجار وباع الكثير من تاجر أسلحة توفى لاحقا. وكان يشبح على المولوي. ونفى مبايعته أمير "النصرة" في لبنان أو دخوله مخيم عين الحلوة أو سماعه بمبلغ الـ 50 ألف دولار. واعتبر كل ما ورد في تلك الافادة "حكي" ليس إلا، وكلام أقر به تحت وطأة الضغط المعنوي والمادي الذي تعرض له أولياً". وقال: "حاولت الاستحصال من شادي المولوي على بضاعة لاستفيد منه قدر المستطاع مادياً. هو أراد إنشاء مجموعة ولم يكن يزودني بتفاصيل. أما أنا فاريد أن أستفيد. طلب مني أن أستأجر محلاً بـ 300 دولار شهرياً أضع فيه أكياس الأسمدة ولاضع هذا المبلغ في جيبي وضعتهم عند قريبي. ومرة واحدة تسلمت من فتى 1200 دولار أرسله المولوي وكان نصيبي 200 دولار من هذا المبلغ واعطيت الباقي الى زوجته مع حافظة معلومات فارغة، في حين رفض قاذفة الـ "أر بي جي" وتوابعها، في حين نفى ان يكون إنتقل على دراجة نارية مع آخر لتصفية أحد المدنيين. كما نفى ستة متهمين آخرين تجنيدهم او تعاملهم مع عمر ص. وارجئت الجلسة الى 29 كانون الثاني المقبل لمتابعة الاستجواب.

واستكملت الهيئة المحاكمة في ملف آخر بالمرافعات. وحوكم فيه شادي المولوي غيابيا بتهمة تأليف مجموعة مسلحة والتخطيط لوضع عبوات ناسفة تستهدف دوريات امنية وقتل ضباط كبار في الجيش. وحوكم في الملف نفسه أيضاً الموقوف أحمد ميقاتي، الذي نقل من سجن الريحانية الى سجن رومية، وابنه الموقوف عمر ميقاتي. وقضى الحكم الذي صدر ليلا بالحبس المؤبد لكل من شادي المولوي وتنفيذ مذكرة إلقاء القبض في حقه، وأحمد وعمر ميقاتي، والحبس 10 سنوات للموقوف عيسى محمود نجم، وخمس سنوات لسلطان بسام القزي. وجردت المحكومين من الحقوق المدنية. وأسقطت الدعوى العامة عن أسامة منصور بسبب الوفاة.