الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عودة إلى تربية دودة القز رهان منطقة يونانية للنهوض

عودة إلى تربية دودة القز رهان منطقة يونانية للنهوض
عودة إلى تربية دودة القز رهان منطقة يونانية للنهوض
A+ A-

وسط الضجيج العارم في مصنع "موثاريديس" عند الحدود اليونانية التركية، تحيك يوانا بيستولا بمهارة كبيرة خيوط الحرير بسرعة على النول في عملية دقيقة جدا.

تعمل يوانا منذ عشرين عاما في هذه القاعة في بلدة سوفلي من الجانب اليوناني التي تضم حوالى عشرة أنوال والكثير من علب خيوط الحرير المتعددة الألوان. وتقول يوانا: "هنا تعلمت فن الحياكة".

في هذه الفترة من السنة تعمل يوانا بدوام جزئي بسبب عدم توافر المادة الأولية. وتوضح ديسبينا باكارو التي تتولى إدارة إنتاج "موثاريديس"، أن "إنتاج البلدة ليس كافيا وتعمل الأنوال بدوام كامل لستة أشهر في السنة فقط من الربيع إلى الخريف".

هذا المشغل الذي أقيم عام 1974 هو من بين مشغلين رئيسيين في بلدة سوفلي الحدودية النائية البالغ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة في مقاطعة إيفروس في شمال شرق اليونان، على مسافة قريبة من تركيا وغالبا ما يعبرها المهاجرون المتوجهون إلى أوروبا. وكانت هذه البلدة من القرن التاسع عشر حتى السنوات القليلة التي تلت الحرب العالمية الثانية أحد مراكز الإنتاج الحرفي والعائلي للشرانق في المنطقة.

وتقول ماتينا ليكا المتقاعدة التي كانت والدتها تعمل في مشغل آخر مشهور في البلدة أقفل في الستينات من القرن الماضي: "في تلك الفترة كانت كل الأسر تربي دودة القز". وكانت خيوط الحرير تنقل من هذه البلدة إلى أوروبا لا سيما ليون وبوردو في فرنسا وهما مدينتان معروفتان بصناعة الحرير.

بعد عام 1945، وجه بروز النيلون والرايون، "ضربة أولى لتربية دودة القز لصناعة الحرير تلاه تحرير القطاع نهاية التسعينات لمصلحة الصينيين"، على ما يفيد يورغوس تسياكيريس صاحب مشغل الحرير الثاني في البلدة والمسؤول في اتحاد الصناعيين المحليين. ورغم هذه الأجواء السلبية وتراجع الإنتاج، حافظت سوفلي على تقليدها. وخلال العقد الأخير استفاد الحرير من توسيع سياسات التنمية المستدامة وعودة الألياف الطبيعية. وأصبح الحرير أكثر استخداما في قطاع الأزياء الراقية.

واليوم يصدر مشغلا البلدة الأوشحة والألبسة إلى بلغاريا وسلوفاكيا وقبرص، ويتعاونان مع مصممين بينهم كثر في بريطانيا، ما يأتي بقيمة مضافة على "ماركة" سوفلي. وتقول دسبينا باكارو: "يزداد الطلب على الحرير في قطاع الموضة ونحن نحاول زيادة الجهود وتحسين النوعية بعد أكثر". وسوفلي محاطة بـ300 هكتار من أشجار التوت وتتمتع ببنية تحتية عمودية تبدأ بدودة القز وتنتهي بإنتاج الأقمشة. ويمكن لخيط حرير واحد يستخرج من الشرنقة أن يمتد على كيلومترين ونصف الكيلومتر. وتضم البلدة أربعة متاحف صغيرة عن الحرير وبعض الفنادق والمطاعم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم