الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل انطفأ قنديل ديوجين في لبنان؟

الدكتور داود الصايغ
Bookmark
هل انطفأ قنديل ديوجين في لبنان؟
هل انطفأ قنديل ديوجين في لبنان؟
A+ A-
كان لبنان يختصر العوالم. كان وجهه ضياء الشرق يطوف في الفضاء الرحب، ناشراً ما اختزنه في تجربته، وما تعلّمه وعلّمه. ومساء ذلك السبت في 10 من الجاري، يوم خرج المنتدون في لقاء مميز حول رؤية ميشال شيحا ومستقبل لبنان في تظاهرات الكتاب الفرانكوفوني، كانت قلوب المخلصين تعتصر ألماً. وليس ذلك لأن إرث أبرز مؤسسي التجربة اللبنانية إندثر أو أنه مهدد بالإندثار، بل لأن إعادة إستحضاره اليوم في أوقات التساؤلات الصعبة هذه، تشير إلى المسافة الشاسعة بين ما تم تأسيسه على أيدي البنائين، وما تم تخريبه على أيدي العابثين.لم يعد لبنان اليوم وجه البهاء والعطاء. يومذاك كان التوافق سراً محفوراً في الضمائر لأن العيش المشترك هو شركة الضمائر. كمثل جوهرة التيجان ترصع عروش الحكام. فلم يفرط بها أحد من قبل. إختلفوا، تصارعوا، تصادموا، لكن حتمية الوفاء عادت وأرشدتهم إلى الأصول، مستظلين معاً أحجار تلك القنطرة الملتحمة الأطراف، كمثل من يستظل شجرة الحكمة العليا، في رحابة التلاقي ومعرفة الآخر والإعتدال وروح التضحية.هكذا هو حال المؤتمنين على مصير الأوطان. لكن لبنان الحالي خرج من أيدي المؤتمنين عليه. فوضعه اليوم يشبه وضع إحصاء الأضرار بعد العواصف. وأزمة تأليف الحكومة طوال ستة أشهرٍ حتى الآن، تشبه العواصف التي تضرب بعض البلدان والمناطق. فكيف إذا كانت العاصفة مستمرة، ولا قدرة لأحد على الحدّ من أضرارها، وربما لا رغبة لدى البعض في ذلك. فالعواصف أحداثٌ طارئة، لكن نتائجها تشبه المجازفات التي يخوضها البعض في لبنان. إذ لم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم